للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأَوَّلِ وَتَثْلِيثُ الشَّهَادَتَيْنِ، وَحَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ وَحَيَّ عَلَى الفَلَاحِ، يَبْدَأُ بِـ "أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَتَّى يَصِلَ إِلَى حَيَّ عَلَى الفَلَاحِ"، ثُمَّ يُعِيدُ كذَلِكَ مَرَّةً ثَانِيَةً، أَعْنِي: الأَرْبَعَ كلِمَاتٍ تَبَعًا ثُمَّ يُعِيدُهُنَّ ثَالِثَةً، وَبِهِ قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ وَابْنُ سِيرِينَ) (١).

هذا هو المذهب الثالث، وهو في الحقيقة أقل المذاهب شيوعًا، وإنما ذكره المؤلف حتى نكون على بينة منه من باب معرفة الشيء، أما الأقوال الأخرى، والصفات الأخرى فكلها لها أدلة:

فما أخذ به المالكية والشافعية على اختلاف روايتيهم من حديث تعليم الرسول لأبي محذورة.

وما أخذ به الحنفية والحنابلة من حديث عبد الله بن زيد، وهو الأذان الذي أذَّن به بلال في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعده.

هناك قضية هامة نتطرق إليها وهي: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما جاءه عبد الله بن زيد فألقى عليه الأذان، قصَّ عليه رؤياه فقال: "إنها لرؤيا حق". ثم قال له: "قُم فعلمه بلالًا" (٢)، وكما هو مشهور أن بلالًا حبشي، وكان مولى لأبي بكر، وإنما أعتقه أبو بكر بعدما اشتراه؛ إذ كان مملوكًا، ومع ذلك نجد أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمر عبد الله بن زيد قائلًا له: قم فألقه على بلال.


(١) يُنظر: "الاستذكار" لابن عبد البر (١/ ٣٧٠) حيث قال: "حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا يزيد بن إبراهيم أنه سمع الحسن وابن سيرين يصفان الأذان: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، يسمع بذلك من حوله ثم يرجع فيمد صوته ويجعل إصبعيه في أذنيه فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله مرتين، أشهد أن محمدًا رسول الله مرتين، حيَّ على الصلاة مرتين، حيَّ على الفلاح مرتين، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله".
(٢) تقدَّم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>