للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله: (وَالسَّبَبُ فِي اخْتِلَافِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الأَرْبَعِ فِرَقٍ: اخْتِلَافُ الآثَارِ فِي ذَلِكَ).

هذا الكلام يتعلَّق بألفاظ الأذان، وعُلِم مما سبق أن الصيغ متعددة، وكلها صحيحة، وأن ما وقع بين العلماء من اختلاف في وجهات نظرهم؛ إنما هو اختلاف في الأفضل منها، وما هو الأولى؟

فهناك مَن أخذ بالأذان الذي كان يؤذن به بلال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والذي ورد في حديث عبد الله بن زيد كما ذهب إلى ذلك السادة الحنفية والحنابلة.

ومنهم من أخذ بما ورد بحديث أبي محذورة كالسادة الشافعية.

ومنهم من أخذ أيضًا ببعض روايات حديث أبي محذورة كالسادة المالكية.

وكل واحد منهم يتمسك بقول صحيح.

ولا شك مما سبق أن محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما تكون باتباعه، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: ٣١]، ويقول أيضا: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به" (١)، ويقول أيضًا: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" (٢)، ولا شكَّ أن علامة محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما تكون بطاعته - صلى الله عليه وسلم - باتباع أوامره، واجتناب ما نهى عنه فلا يعبد الله -سبحانه وتعالى- إلا بما جاء عن طريق هذا الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -.


(١) أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (١/ ١٢)، والبغوي في "شرح السنة" (١/ ٢١٢)، وقال الألباني في "المشكاة" (١٦٧): "رواه في شرح السنة، وقال النووي في أربعينه: هذا حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح. وسنده ضعيف".
(٢) أخرجه البخاري (١٥)، ومسلم (٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>