للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مالك"، وما في كتب ابن عبد البر خاصة "الاستذكار" منها، ولذلك ذكر ما ورد في "موطإ مالك": "أنه بلغه (أي: مالك) أن مؤذن عمر - رضي الله عنه - تأخَّر عن الصلاة فذهب المؤذن ليؤذنه بالصلاة، (أي: ليعلمه بالصلاة) فوجده نائمًا، فقال: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، فما كان من عمر - رضي الله عنه - إلا أن استيقظ وجاء فقال لمؤذنه: افعل ذلك في صلاة الصبح" (١)، هذا ما ورفى في موطإ الإمام مالك، فقال: إنه حصل خلاف، والحقيقة ليس هناك خلاف؛ إذ ذاك ثابت في عهد رسول الله كما في حديث بلال (٢)، وأبي محذورة (٣)، وحديث عبد الله بن زيد (٤)، وحديث أنس (٥)، وكذلك حديث عائشة (٦)،


(١) أخرجه مالك في "الموطأ" بلاغًا (١/ ٧٢).
(٢) أخرجه ابن ماجه (٧٠٧) وفيه: "فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالًا به، فأذن، قال الزهري: وزاد بلال في نداء صلاة الغداة: الصلاة خير من النوم، فأقرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". قال الألباني في "صحيح ابن ماجه" (٢/ ٢٧٩): "ضعيف، وبعضه صحيح".
(٣) أخرجه أبو داود (٥٠٠) عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبيه، عن جده، قال: قلت: يا رسول الله علمني سنة الأذان؟، قال: فمسح مقدم رأسي، وقال: "تقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، ترفع بها صوتك، ثم تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، تخفض بها صوتك، ثم ترفع صوتك بالشهادة، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، فإن كان صلاة الصبح قلت: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله"، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" الأم (٥١٥).
(٤) تقدَّم تخريجه.
(٥) أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (٤٢٣١١) عن أنس قال: "من السنة إذا قال المؤذن في أذان الفجر: حيَّ على الفلاح قال: الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله .. "، وقال: "إسناده صحيح".
(٦) أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٧/ ٣٠٩) عن عائشة، قالت: "جاء بلال إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤذنه لصلاة الصبح، فوجده نائمًا، فقال: الصلاة خير من النوم، فأقرت في أذان الصبح". قال في "مجمع الزوائد" (١/ ٣٣٠): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه صالح بن أبي الأخضر، واختلف في الاحتجاج به، ولم ينسبه أحد إلى الكذب".

<<  <  ج: ص:  >  >>