وانظر في مذهب الحنابلة: "المغني"، لابن قدامة (٢/ ٥٢)، وفيه قال: "وأما المعاطن، فقال أحمد: هي التي تقيم فيها الإبل، وتأوي إليها. وقيل: هي المواضع التي تناخ فيها إذا وردت .. والأول أجود؛ لأنه جعله مقابلة مراح الغنم". (١) انظر في مذهب الأحناف: "حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح" (ص ٣٥٧)، وفيه قال: "وقال يحيى بن آدم: جاء النهي من قبل أن الإبل يخاف وُثُوبها، فتعطب من تلاقيه، ومعنى كونها من الشياطين أن خصالها من خصال الشياطين، وفي حديث آخر: "فإنها خلقت من الشياطين"، وأوله ابن حبان بأنها خُلقَت معها". وانظر في مذهب المالكية: "شرح التلقين"، للمازري (١/ ٨٢١)، وفيه قال: "وقال غير هؤلاء من أصحابنا: بل لأنها خُلقَت من الشياطين. وقال غير هؤلاء من أصحابنا: إنما نُهِيَ عن ذلك لِنِفَارها، فإنَّ نفارَها يمنع من إتمام الصلاة". وَانظر في مذهب الشافعية: "تحفة المحتاج" للهيتمي (٢/ ١٦٦)، وفيه قال: "ولا تُصلُّوا في أعطان الإبل؛ فإنها خلقَت من الشياطين"، وفي روايةٍ: "إنَّها جنٌّ خُلقَت"، وبه علم أن الفرق أن الإبلَ خلقت من الشياطين، بل في حديثٍ أن على سنام كل واحدٍ منها شيطانين، والصلاة تكره في مأوى الشياطين، فالإبل من شأنها أن يشتدَّ نِفَارُهَا، فتشوش الخشوع". وانظر في مذهب الحنابلة: "شرح العمدة"، لابن تيمية (ص ٤٥٣، ٤٥٤)، وفيه قال: "وأما أعطان الإبل، فقَدْ صرَّح النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في توجيه ذلك بأنها من الشياطين، وبأنها خُلقَت من الشياطين، فمعاطنها مأوى الشياطين، أعني أنها في أنفسها جنٌّ وشياطين لمُشَاركتها لها في العُتوِّ والتَمرُّد والنفر وغير ذلك من الأخلاق، وأن ذرية إبليس مقترنة بها". (٢) أخرج البخاري (٥٤٥٣)، ومسلم (٢٠٥٠/ ١٦٣)، عن جابر بن عبد الله، قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمر الظهران نجني الكباث، فقال: "عليكم بالأسود منه، فإنه أطيب"، فقال: أكنت ترعى الغنم؟ قال: "نَعَمْ، وهل من نبيِّ إلا رعاها".