للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين، والأبناء الصالحين الذين يتعلمون العلم وينشرون الفضيلة، ليهدي الله بهم جمعًا من الناس، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والله، لأنْ يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حُمْر النعم (١) " (٢)؛ فلا شك أنه يثاب، وإذا كان الإنسان يُثَاب على لقمةٍ يضعها في فيِّ امرأته يبتغي بذلك وجه الله (٣)، أفلا يُؤْجر على هذا.

قوله: (فَاتَّفَقَ العُلَمَاءُ عَلَى كَوْنِهَا شَرْطًا فِي صِحَّةِ الصَّلَاةِ؛ لِكَوْنِ الصَّلَاةِ هِيَ رَأْسَ العِبَادَاتِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي الشَّرْعِ لِغَيْرِ مَصْلَحَةٍ مَعْقُولَةٍ) (٤).

هي رأس العبادات؛ لأن العلماء يقسمون الأحكام في الشريعة إلى أقسام:

القسم الأول: العقيدة، وهي أصل كل شيء؛ فإذا فسدت العقيدة، فسَدَ كل شيء، كالإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خَيْره وَشَره، وما يتبع ذلك من البعث والجزاء والنشور.

القسم الثاني: أحكام العبادات.

القسم الثالث: أحكام المعاملات، الخارجية منها كعلاقة الدول الإسلامية مع بعضها البعض، والداخلية كالزواج، ويُضَم الخراج (٥) إلى المعاملات، وأحكام أُخرى كثيرة تُضَم إلى المعاملات (٦).


(١) "النَّعَم": الإِبل، وحمرها: كرامها، وأعلاها منزلة. انظر: "الزاهر في معاني كلمات الناس"، للأنباري (٢/ ٢٨٠).
(٢) جُزء من حديث أخرجه البخاري (٤٢١٠)، ومسلم (٢٤٠٦/ ٣٤)، عن سهل بن سعد.
(٣) معنى حديث تقدم تخريجه.
(٤) سبق ذكره.
(٥) "الخراج والخَرْج": ما يحصل من غلَّة الأرض، ولذلك أطلق على الجِزْيَةِ. انظر: "المصباح المنير"، للفيومي (١/ ١٦٦).
(٦) انظر في هذا التقسيم: "الفقيه والمتفقه"، للخطيب البغدادي (٢/ ١٣٢). وانظر: "شرح التلويح على التوضيح"، للتفتازاني (١/ ٤١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>