وانظر في مذهب الشافعية: "تحفة المحتاج" للهيتمي (٢/ ٦١)، وفيه قال: " (و) من جملته أيضًا أنه (يقول) بعد استقراره فيه (سبحان ربي العظيم) وبحمده (ثلاثًا) للاتباع وصح: أنه لما أنزل: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٧٤)} قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اجعلوها في ركوعكم" فلما نزلت: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)} قال: "اجعلوها في سجودكم. . . ". وأكمله إحدى عشرة ودونه تسع فسبع فخمس فثلاث فهي أدنى كماله". وانظر في مذهب الحنابلة: "شرح منتهى الإرادات"، للبهوتي (١/ ١٩٥)، وفيه قال: "وسن تكريره (ثلاثًا) في قول عامة أهل العلم (وهو)؛ أي: التكرار ثلاثًا (أدنى الكمال). . . (وأعلاه)؛ أي: الكمال في التسبيح الإمام عشر) مرات. . . (و) أعلى الكمال (المنفرد العرف)؛ أي: المتعارف في موضعه، وسكت عن مأموم؛ لأنه تجع لإمامه (وكذا سبحان ربي الأعلى في سجود) فحكمه كتسبيح الركوع فيما يجب وأدنى الكمال وأعلاه لما تقدم". (١) أخرجه مسلم (٤٦٥/ ١٧٩) عن جابر أنه قال: صلى معاذ بن جبل الأنصاري لأصحابه العشاء فطول عليهم؛ فانصرف رجل منا فصلى؛ فأُخبر معاذ عنه فقال: إنه منافق؛ فلما بلغ ذلك الرجل دخل على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأخبره ما قال معاذ؟ فقال له النبي-صلى اللَّه عليه وسلم-: "أتريد أن تكون فتانًا يا معاذ؟ إذا أممت الناس فاقرأ بـ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (١)}، و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)}، {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١)} ". وبنحوه أخرجه البخاري (٦١٠٦). (٢) أخرجه البخاري (٩٠)، ومسلم (٤٦٦/ ١٨٢)، واللفظ له، عن أبي مسعود الأنصاري، قال: جاء رجل إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: إني لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان، مما يطيل بنا فما رأيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- غضب في موعظة قط أشد مما غضب يومئذ فقال: "يا أيها الناس، إن منكم منفرين، فأيكم أمَّ الناس فليوجز؛ فإن من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة".