للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الشافعية: فهناك خلاف في المذهب: هل المستحب أن يقول: (سبحان ربي العظيم)؛ لأن أكثر الأحاديث وردت كذلك، أو أن يزيد: (وبحمده)، فقد جاءت في أحاديث صحيحة وفيها فضل وزيادة في الدعاء؛ فينبغي أيضًا أن يأخذ بها، وهذا أولى (١).

ونقول: إن الأمر فيه سعة والحمد للَّه، فلو اقتصر الإنسان على قول إحدى الصيغتين الواردتين في الروايات الصحيحة لكان ملتزمًا عاملًا بالسنة.

* قوله: (فَقَالَ مَالِكٌ: لَيْسَ فِي ذَلِكَ قَوْلٌ مَحْدُودٌ).

الإمام مالك كما ذكر المؤلف يقول: ليس فيها قول محدود، بمعنى أن الإنسان لو قال مثلا: (سبحان ربي العظيم)، أو جاء بنحو ذلك لأجزأه (٢)، وخالفه الأئمة الثلاثة على ما سيأتي تفصيله.

* قوله: (وَذَهَبَ الشَّافِعِيُّ (٣)، وَأَبُو حَنِيفَةَ (٤)، وَأَحْمَدُ (٥)، وَجَمَاعَةٌ


(١) قال النووي: "قال أصحابنا: ويستحب أن يقول سبحان ربي العظيم وبحمده وممن نص على استحباب قوله وبحمده القاضي أبو الطيب والقاضي حسين وصاحب الشامل والغزالي وآخرون، وينكر على الرافعي لأنه قال وبعضهم يضيف إليه وبحمده فأوهم أنه وجه شاذ مع أنه مشهور لهؤلاء الأئمة". انظر: "المجموع شرح المهذب" (٣/ ٤١٢). والمذهب على استحباب هذه الزيادة.
وهو مذهب المالكية، انظر: "منح الجليل"، لعليش (١/ ٢٥٩)، وفيه قال: " (و) ندب (تسبيح بركوع) بأي لفظ كان والأولى سبحان ربي العظيم وبحمده (وسجود) كذلك والأولى سبحان ربي الأعلى وبحمده ودعاء بسجود فقط".
وفي مذهب الحنابلة الأفضل أن تقال من غير زيادة. انظر: "مطالب أولي النهى"، للرحيباني (١/ ٤٤٥)، وفيه قال: " (ويقول) في ركوعه: (سبحان ربي العظيم). . . والأفضل الاقتصار عليها من غير زيادة: وبحمده".
وهو ظاهر مذهب الأحناف، انظرت "درر الحكام"، لمنلا خسرو (١/ ٧٠)، وفيه قال: " (مسبحًا) أي: قائلًا سبحان ربي العظيم مرات (ثلاثًا هي أدناه) ". وانظر: "الإشراف"، لابن المنذر (٢/ ٢٩).
(٢) سبق.
(٣) سبق.
(٤) سبق.
(٥) سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>