للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قوله: (فَكَرِهَ ذَلِكَ مَالِكٌ (١)؛ لِحَدِيثِ عَلِيِّ أَنَّهُ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "وأَمَّا الرُّكُوعُ، فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِيهِ فِي الدُّعَاءِ") (٢).

كلام المؤلف يُشير إلى أن الإمام مالكًا كره ذلك لأنه لم يرد فيه نص، لكن الحقيقة أن حديث عائشة -رضي اللَّه عنها- فيه دعاء في الركوع كما سيأتي.

* قوله: (وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: يَجُوزُ الدُّعَاءُ فِي الرُّكُوعِ، وَاحْتَجُّوا بِأَحَادِيثَ جَاءَ فِيهَا أَنَّهُ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- دَعَا فِي الرُّكُوعِ، وَهُوَ مَذْهَبُ البُخَارِيِّ (٣)، وَاحْتَجَّ بِحَدِيثِ عَائِشَةَ: كَانَ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي") (٤).


(١) انظر: "البيان والتحصيل"، لابن رشد الجد (١٨/ ٦٣)، وفيه قال: "وسئل مالك عن الدعاء في الركوع، قال: لا أحب ذلك، قيل: ففي السجود؟ قال: نعم، قد دعا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو ساجد.
قال محمد بن رشد: كره مالك الدعاء في الركوع -واللَّه أعلم- لوجهين:
أحدهما: لحديث ابن عباس أنه قال: "فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا فيه بالدعاء".
والثاني: أنه قد يوافق في دعائه ما في القرآن فيكون قد خالف ما نهى النبي من قراءة القرآن في الركوع". وانظر: "الشرح الكبير"، للدردير (١/ ٢٥٣).
(٢) تقدَّم تخريجه.
(٣) وهذا مأخوذ من تبويب البخاري في "صحيحه"؛ إذ قال: "باب الدعاء في الركوع". انظر: "صحيح البخاري" (١/ ١٥٨).
قال ابن حجر: " (قوله: باب الدعاء في الركوع) ترجم بعد هذا بأبواب التسبيح والدعاء في السجود وساق فيه حديث الباب؛ فقيل: الحكمة في تخصيص الركوع بالدعاء دون التسبيح مع أن الحديث واحد: أنه قصد الإشارة إلى الرد على من كره الدعاء في الركوع كمالك". انظر: "فتح الباري" (٢/ ٢٨١).
(٤) تقدَّم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>