قالوا: وهذه كلها مطلقةٌ، فلما قال:(إلى المرفقين)، قَصَد من ذلك إخراج المرفقين فَمَا بعدهما … وهذا كلام صحيحٌ.
وقد رأينا شواهدَ وأمثلةً ذكرنا بعضًا منها في القرآن الكريم:{وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} يعني: "مع"، {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} يعني: "مَعَ الله"، وغير ذلك من الايات الكثيرة (١).
فمَنْ فَهِمَ من اليد في هذا الموقف أنها تَشْمل الأمورَ الثلاثةَ (الكَف والسَّاعد والعضد)، وهُمُ الجمهور قالوا بوُجُوب إدخال المرفقين، لَكنَّ المرفقين وُضِعَا حدًّا لإخراج العضد، وهذا هو الظاهر.
يَعْني: مَنْ فهم أن "إلى" تدلُّ على الغاية، يَعْني: ما بعدها خارجٌ عمَّا قبلها يَقُولُون: {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ}، فقد وقفت الآية بنا عند المرافق، فيَنْبغي أن نخرجَ المرفقين.
وجَماهيرُ العلماء فصلوا في أثناء ردِّهم على الفَريق الآخر وقالوا: فَرقٌ بين أَنْ تكونَ الغَايةُ من جنس ذي الغاية أَوْ لَا، فإذا كانت الغاية من جِنْسِ ذي الغاية، دَخَلت كَمَا في هذه الآية:{وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ}.
(١) يُنظر: "اللباب في علل البناء والإعراب" (١/ ٣٥٦) للعكبري؛ حيث قال: "وقال قَوْم: تكون "إلى" بمعنى "مع"؛ كقوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ}، {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ}، {وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ}، {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ}.