للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والشافعي (١)، وأحمد (٢)، وهي رواية ابن الحكم عن مالك (٣)، لكن المشهور في مذهب مالك هو الإرسال.

إذًا، قول مالك في الإرسال نقلٌ عن عبد اللَّه بن الزبير، وعمَّن سمعنا عن التابعين، فلماذا قال هؤلاء بهذا وهؤلاء بهذا؟

الجواب: نعلم أن الفقهاء عندما يقول أحدهم قولًا فهو يعتمد علَى دليل، أو أدلة، ولا شك أن الجمهور لهم أدلة، وأدلتهم أصرح في ذلك وأقوى، وهي نصٌّ في المسألة، وأما الفريق الآخر فإنهم يتمسَّكون بأحاديث أطلقت ذلك.


= وخنصره وبنصره ويضع الوسطى والمسبحة على معصمه،. . (قوله هو المختار) كذا في "الفتح والتبيين"، وهذا استحسنه كثير من المشايخ ليكون جامعًا بين الأخذ والوضع المرويين في الأحاديث وعملًا بالمذهب احتياطًا كما في "المجتبى" وغيره". قال سيدي عبد الغني في "شرح هدية ابن العماد": "وفي هذا نظر لأن القائل بالوضع يريد وضع الجميع، والقائل بالأخذ يريد أخذ الجميع، فأخذ البعض ووضع البعض ليس أخذًا ولا وضعًا، بل المختار عندي واحد منهما موافقة للسنة".
(١) يُنظر: "أسنى المطالب" لزكريا الأنصاري (١/ ١٤٥) حيث قال: " (ويقبض بكفه اليمنى كوع اليسرى وبعض الساعد)، والرسغ المعلوم من قوله (باسطًا أصابعها في عرض المفصل) بفتح الميم وكسر الصاد (أو ناشرًا لها صوب الساعد)؛ لأن القبض بها على اليسرى حاصل بهما (ويضعهما) أي اليدين (بين السرة، والصدر). . والحكمة في جعلهما تحت الصدر أن يكونا فوق أشرف الأعضاء وهو القلب فإنه تحت الصدر وقيل الحكمة فيه أن القلب محل النية". وانظر: "مغني المحتاج" للشربيني (١/ ٣٩١).
(٢) يُنظر: "كشاف القناع"، للبهوتي (١/ ٣٣٣ - ٣٣٤) حيث قال: "ثم وضع كفه اليمنى على كفه اليسرى، والرسغ والساعد (ويجعلهما تحت سرته). . . لقول علي "من السنة وضع اليمنى على الشمال تحت السرة". . . وذكر في التحقيق: أنه لا يصح قيل للقاضي: هو عورة فلا يضعها عليه كالعانة والفخذ؟ وأجاب: بأن العورة أولى وأبلغ بالوضع عليه لحفظه (ومعناه) أي معنى وضع كفه الأيمن على كوعه الأيسر وجعلها تحت سرته: أن فاعل ذلك ذو (ذل بين يدي ذي عز). . . (ويكره) جعل يديه (على صدره) نصَّ عليه، مع أنه رواه".
(٣) يُنظر: "النوادر والزيادات" لابن أبي زيد (١/ ١٨٢) حيث قال: "رَوَى أشهب عن مالك، أنه لا بأس أن يضع يده اليمنى على كوع اليسرى في الفريضة والنافلة". قال ابن حبيب: "روى مطرف، وابن الماجشون، عن مالك، أنه استحسنه".

<<  <  ج: ص:  >  >>