للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما نرى في السنن الرواتب، وبعضها يُصلَّى جماعة كصلاة التراويح. . وفيها كلام للعلماء.

- الصلوات المقضية من الفرائض الفائتة، وفيها خلاف بين العلماء، فهناك من يرى أنها تصلى جماعة، وهناك من يرى أنها تصلى فُرادَى.

فقد ثبت عن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- عندما نام مع بعض أصحابه عن صلاة الصبح، وقال: "قوموا بنا عن هذا الوادي" أمَر بلالًا فأذَّن، ثُم صلى بالناس، فهنا قضَوا الصلاة جماعة (١).

وأيضًا أيام الخندق عندما انشغلوا عن عددٍ من الصلوات: العصر، والمغرب، والعشاء، فإن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- صلَّاها بأصحابه جماعة، إذًا بناءً على هذه الأدلة فإن المقضية تُصلَّى جماعة (٢).

وهناك من يخالف أيضًا في هذه المسألة، وأظن أنَّ هذه المسائل بعضها مر بنا فيما مضى.

إذًا، القصد هنا حكم صلاة الجماعة، والكلام عن الجماعة


(١) أخرجه مسلم (٦٨٠) عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حين قفل من غزوة خيبر، سار ليله حتى إذا أدركه الكرى عرس، وقال لبلال: "اكلأ لنا الليل"، فصلى بلال ما قدر له، ونام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه، فلما تقارب الفجر استند بلال إلى راحلته مواجه الفجر، فغلبت بلالًا عيناه وهو مستند إلى راحلته، فلم يستيقظ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولا بلال، ولا أحد من أصحابه حتى ضربتهم الشمس، فكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أولهم استيقاظًا، ففزع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: "أي بلال" فقال بلال: أخذ بنفسي الذي أخذ -بأبي أنت وأمي يا رسول اللَّه- بنفسك، قال: "اقتادوا"، فاقتادوا رواحلهم شيئًا، ثم توضأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأمر بلالًا فأقام الصلاة، فصلى بهم الصبح، فلما قضى الصلاة قال: "من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها"، فإن اللَّه قال: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (١٤)}.
(٢) أخرجه البخاري (٥٩٦)، ومسلم (٦٣١) عن جابر بن عبد اللَّه، أن عمر بن الخطاب، جاء يوم الخندق، بعدما غربت الشمس فجعل يسب كفار قريش، قال: يا رسول اللَّه ما كدت أصلي العصر، حتى كادت الشمس تغرب، قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "واللَّه ما صليتها" فقمنا إلى بطحان، فتوضأ للصلاة وتوضأنا لها، فصلى العصر بعد ما غربت الشمس، ثم صلى بعدها المغرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>