للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بربه؛ لأن في هذه المساجد يزداد الخشوع؛ فيزداد الثواب في هذه المساجد، وكذلك كلما تقدم الناس إلى الصفوف الأولى كلما كانوا لربهم أقرب، وفي صلاتهم أخشع، وقد قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا (١) عليها لاستهموا عليها" (٢).

وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من غدا إلى المسجد أو راح أعد اللَّه له نزلًا من الجنة كلما غدا أو راح" (٣)، فبعد هذه الفضائل، هل يريد الإنسان أن يتركها، ويزهد فيها؟!

* قوله: (فَكَأَنَّهُ قَالَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: صَلَاةُ الجَمَاعَةِ أَكْمَلُ مِنْ صَلَاةِ المُنْفَرِدِ).

المؤلف هنا يريد أن يفسر الحديث على رأي هؤلاء.

* قوله: (وَالكَمَالُ إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ زَائِدٌ عَلَى الإِجْزَاءِ) (٤).

هذه القضية في الحقيقة نسمعها كثيرًا خصوصًا نحن طلاب العلم الذين ندرس الفقه، وخاصة الذين يدرسون الفقه المقارَن، ويُقصد به المقارن بين المذاهب لا المقارن بين الشريعة وغيرها، فهؤلاء كثيرًا ما تجد يساور عند بعضهم اختلاف الأئمة، فأقول: هذا الإمام ما دام قال هذا القول؛ فيُعتد به، لأنه أعلم، بل هذا الإمام له دليل، وقد اجتهد في هذا القول بناءً على أدلة من الكتاب والسنة، لكنه في نفس الوقت لم يُحِط علمًا بكل شيء من الأدلة والسُّنن.


(١) لاستهموا: أي يقترعوا بالسهام. انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (٢/ ٢٢٩).
(٢) أخرجه البخاري (٦١٥) ومسلم (٤٣٧).
(٣) أخرجه مسلم (٦٦٩).
(٤) أخرجه مسلم (٦٥٣) عن أبي هريرة، قال: أتى النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- رجل أعمى، فقال: يا رسول اللَّه، إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يرخص له، فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى، دعاه، فقال: "هل تسمع النداء بالصلاة؟ " قال: نعم، قال: "فأجب".

<<  <  ج: ص:  >  >>