(٢) أخرجه البخاري (٤٦٧) عن ابن عباس، قال: خرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في مرضه الذي مات فيه، عاصب رأسه بخرقة، فقعد على المنبر فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: "إنه ليس من الناس أحد أمنّ علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذًا من الناس خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد، غير خوخة أبي بكر". (٣) أخرجه البخاري (٣٩٠٤)، ومسلم (٢٣٨٢) واللفظ له؛ عن أبي سعيد، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، جلس على المنبر فقال: "عبد خيره اللَّه بين أن يؤتيه زهرة الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده" فبكى أبو بكر وبكى، فقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، قال: فكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هو المخيَّر، وكان أبو بكر أعلمنا به، وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّ أمَنَّ الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن أخوة الإسلام. . . " الحديث. (٤) كأنه يُشير إلى الحديث الذي أخرجه الحاكم في "المستدرك" (٦٥٣)، وغيره، عن عائشة -رضي اللَّه عنها- قالت: "لما أسري بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى المسجد الأقصى أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس فمن كان آمنوا به وصدقوه، وسمعوا بذلك إلى أبي بكر -رضي اللَّه عنه-، فقالوا: هل لك إلى صاحبك؛ يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس، قال: أوَقال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا: أوَتصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ قال: نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك؛ أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة. . . " الحديث. وصححه الألباني لشواهده في "السلسلة الصحيحة" (٣٠٦).