(٢) الذي ثبت من كلام عمر -رضي اللَّه عنه- لأبي بكر -رضي اللَّه عنه- يوم سقيفة بني ساعدة هو ما أخرجه البخاري (٧٢١٩)، عن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه-: "أنه سمع خُطبة عمر الآخرة حين جلس على المنبر، وذلك الغد من يوم تُوفِّي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَتَشَّهد وأبو بكر صامت لا يتكلم، قال: كنت أرجو أن يَعيش رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى يدبرنا، يريد بذلك: أن يكون آخرهم، فإن يك محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- قد مات فإن اللَّه تعالى قد جعل بين أظهركم نورًا تهتدون به، هدى اللَّه محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم-، وإن أبا بكر صاحب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثاني اثنين، فإنَّه أولى المسلمين بأموركم؛ فَقُوموا فبايعوه. . ."، الحديث. أما ما ذكره الشارح، فهو من كلام علي، وهو ما أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٧٤٣٠) عن النزال بن سبرة الهلالي، وفيه قالوا: "حَدِّثنا عن أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. قال: سلوني. قلنا: حدثنا عن أبي بكر الصديق. قال: "ذاك امرؤ سَمَّاه اللَّه صِدِّيقًا على لسان جبريل ومحمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، كان خليفة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، رَضِيَه لديننا فَرَضِيناه لِدُنيانا". (٣) الإرهاص: ما ظَهر من الخوارق عن النبيِّ قبل ظهوره. وقيل: تأسيس النبوة بالخوارق قبل البعثة. انظر: "التوقيف على مهمات التعاريف"، للمناوي (ص: ٤٦). (٤) أخرجه البخاري (٦٨٢)، ومسلم (٤١٨/ ٩٤)، واللفظ له، عن عائشة -رضي اللَّه عنها-، قالت: "لما دخل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بيتي قال: "مُرُوا أبا بكر فليصل بالناس". قالت: فقلت يا رسول اللَّه، إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ القرآن لا يَملك دمعه، فلو أمرت غير أبي بكر. قالت: واللَّه، ما بي إلا كراهية أن يتشاءم الناس بأول مَن يقوم في مَقام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. قالت: فراجعتُه مرتين أو ثلاثًا، فقال: "لِيُصَلِّ بالناس أبو بكر؛ فإنَّكن صواحب يوسف"".