انظر في مذهب الشافعية: "المجموع شرح المهذب"، للنووي (٤/ ٢٦٥)، حيث ذكر رواية صلاة النبي خلف أبي بكر، فقال: "فجاء فجلس عن يسار أبي بكر فكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يصلي بالناس جالسًا وأبو بكر قائمًا يقتدي أبو بكر بصلاة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر"، رواه البخاري ومسلم، هذا لفظ إحدى روايات مسلم، وهي صريحة في أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان الإمام، لأنه جلس عن يسار أبي بكر، ولقوله: "يُصلي بالناس"، ولقوله: "يقتدي به أبو بكر". وانظر في مذهب الحنابلة: "الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف"، للمرداوي (٢/ ٣٨)، وفيه قال: "قال المجد في "شرحه"، وابن تميم، وصاحب، "مجمع البحرين": لا تختلف الروايات عن الإمام أحمد أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لما خرج من مرضه بعد دخول أبي بكر في الصلاة: أنه كان إمامًا لأبي بكر، وأبو بكر كان إمامًا للناس". وانظر في مذهب الأحناف: "المعتصر من المختصر"، لأبي المحاسن الملطي (١/ ٧٣، ٧٤)، وفيه قال: "وقد روى عنها قالت: "صَلَّى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في مرضه الذي توفي فيه خلف أبي بكر قاعدًا". وروى عنها: "أن أبا بكر صلى بالناس ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالصف". ففي هذين الحديثين أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان مصليًّا بصلاة أبي بكر مأمومًا فيها، ثم نظرنا في قول ابن عباس وعائشة فكان أبو بكر يصلي بصلاة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فوجدنا محتملًا أن المراد كان يصلي بقدر طاقته -صلى اللَّه عليه وسلم- عليها للمرض الذي كان فيه؛ إذ طاقة المريض ليس كطاقة الصحيح، وقد كانت السُّنَّة التي أُمر الأئمة بها أن يُصلوا بصلاة أضعفهم". وانظر في مذهب المالكية: "الاستذكار"، لابن عبد البر (٢/ ١٧٣)، وفيه قال: "واحتج ابن القاسم في ذلك بأن قال: حَدَّثَنِي مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج وهو مريض، وأبو بكر يصلي بالناس، فجلس إلى جنب أبي بكر؛ فكان أبو بكر هو الإمام، وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يصلي بصلاة أبي بكر، وقال: "ما ماتَ نبيٌّ حتى يَؤُمَّه رجلٌ مِن أُمَّته". قال ابن القاسم: قال مالك: والعمل عندنا على حديث ربيعة هذا، وهو أحبُّ إليَّ". وانظر: "البيان والتحصيل"، لأبي الوليد بن رشد (١/ ٣٣٣).