للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلو دخل آخر فإنَّ الذي بجوار الإمام يرجع إليه، أم هل يتقدم الإمام؟

هذه مسألة: فأكثر العلماء أنَّه لا يتقدم إلَّا إذا كان المكان إلى الخلف ضيقًا، ويعود الذي عن يمين الإمام فينضم إلى صاحبه (١).


(١) انظر في مذهب الأحناف: "بدائع الصنائع"، للكاساني (١/ ١٥٩)، وفيه قال: "ولو كان معه رجلان وامرأة أو خنثى أقام الرجلين خلفه، والمرأة والخنثى خلفهما، ولو اجتمع الرجال والنساء والصبيان والخناثى والصبيات المراهقات، فأرادوا أن يصطفوا للجماعة - يقوم الرجال صفًّا مما يلي الإمام، ثم الصبيان بعدهم، ثم الخناثى، ثم الإناث، ثم الصبيات المراهقات".
وانظر في مذهب المالكية: "الفواكه الدواني"، للنفراوي (١/ ٢١٠، ٢١١)، وفيه قال: " (و) مفهوم الواحد أنه يستحب أن (يقوم)، أي: يصلي (الرجلان فأكثر خلفه)؛ لما في مسلم عن جابر بن عبد اللَّه: "قمت عن يسار رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه، ثم جاء جبار بن صخر فقام عن يسار رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأخذ بيدينا جميعًا، فدفعنا حتى أقامنا خلفه"، ويؤخذ من هذا أنه لو كان واحد عن يمين الإمام أولًا، ثم جاء آخر أنهما يتأخران خلف الإمام، ولا يؤمر الإمام بالتقدم أمامهما، بل يستمر واقفًا، وهما المأموران بالتأخر خلف الإمام، وبتأويلنا "يقوم فيصلي" يشمل كلام المصنف المصلي جالسًا".
وانظر في مذهب الشافعية: "البيان"، للعمراني (٢/ ٤٢٤)، وفيه قال: "فإن جاء مأموم آخر أحرم عن يسار الإمام، فإن كان قدام الإمام واسعًا ووراءهما ضيقًا تَقَدَّم الإمام، وإن كان وراءهما واسعًا، تأخر المأمومان، سواء كان قدام الإمام واسعًا أو ضيقًا؛ لما روى جابر، قال: "صليت مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقمت عن يمينه، ثم جاء جبار بن صخر، فقام عن يساره، فدفعنا جميعًا، حتى أقامنا من خلفه"، ولأنهما تابعان للإمام، فكانا أولى بالتأخير، بدليل أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أدار ابن عباس، ولم يدر هو".
وانظر في مذهب الحنابلة: "مطالب أولي النهى"، للرحيباني (١/ ٦٨٥)، وفيه قال: " (وإن وقف) أحد (عن يساره)، أي: الإمام (أحرم) بالصلاة (أولًا أداره) الإمام (ندبًا مِن ورائه إلى يمينه، مع بقاء تحريمته)؛ لحديث ابن عباس وجابر. (و) محل إدارته مِن ورائه حيث (لا عمل) كثير. (فإن جاء) مأموم (آخر) فوقف مع الذي قبله خلف الإمام أصابا السنة، (و) إن (لم يقفا خلفه أدارهما) الإمام (خلفه)؛ لحديث جابر قال: "قام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يصلي، فجئت فقمت عن يساره، فأخذ بيدي فأدارني فأقامني عن يمينه، ثم جاء جبار بن صخر، فقام عن يسار رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. فأخذ بأيدينا جميعًا، فدفعنا حتى أقامنا خلفه".

<<  <  ج: ص:  >  >>