للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحَذَف (١) " (٢). أي: كالغنم الصغير يتخلل صفوف الناس، والشيطان لا شكَّ يُدرك أنَّ أهم عبادة بعد الشهادتين إنَّما هي الصلاة، ولذلك يحاول قدر وسعه أن يُشوش على المؤمن، ويشغله عن صلاته، وأن يصرفه عنها، فعلى المؤمن ألَّا يُعطي فرصة لعدوه.

ولا شكَّ -أيضًا- أنَّه ورد: "وَسِّطوا الإمامَ، وسدوا الخلل" (٣).

إذًا الإمام يأتي في وسط الصف، بمعنى في موازاة وسط الصف، وينبغي كذلك أن يسد الخلل؛ لثبوت الأمر بذلك.

• مسألة: واختلفوا إذا صلى إنسان خلف الصف وحده.

فهذه من المسائل المهمة لأبواب الصلاة، وقد نقرأها فنراها مسألة صغيرة، لكن الأمر فيها أكبر مما قد يدور في خَلَد البعض؛ لأنَّ الخلاف فيها يترتب عليه صحة الصلاة من عدمه؛ فمِن العلماء مَن يرى أنَّه إذا صلى إنسان خلف الصف في غير اضطرار فإنَّ صلاتَه باطلة (٤)، وهناك مَن يرى صحة الصلاة (٥).

وقد ورد في ذلك حديثان حَسَنَان استدل بهما العلماء، وهما نصَّان صريحان على عدم صحة صلاة الرجل المنفرد خلف الصف، وقد حَذَّر من ذلك الرَّسُول -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأمر بإعادة صلاة الرجل (٦).

وفي الحديث الآخر: وقف ينتظر رجلًا يُصلي خلف الصف، فلمَّا


(١) الحَذفَ: ضَرْبٌ من الغَنَم السُّود الصِّغار، واحدها: حَذَفة. انظر: "العين"، للخليل (٣/ ٢٠٢).
(٢) أخرجه أبو داود (٦٦٧)، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود - الأم" (٦٧٣).
(٣) أخرجه أبو داود (٦٨١)، وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود - الأم" (١٠٦).
(٤) وهم الحنابلة، كما سيأتي.
(٥) وهم الأحناف والمالكية والشافعية.
(٦) وهو الحديث الذي أخرجه أبو داود (٦٨٢)، وغيره، عن وابصة: "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رأى رجلًا يصلي خلف الصف وحده، فأمره أن يُعيد. قال سليمان بن حرب: الصلاة"، وصححه الألباني في "مشكاة المصابيح" (١١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>