للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالثَّالِثُ: حَدِيثُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- صَلَاةَ الغَدَاةِ، فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ القِرَاءَةُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: "إِنِّي لَأَرَاكُمْ تَقْرَؤونَ وَرَاءَ الإِمَامِ". قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: "فَلَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِأُمِّ القُرْآنِ" (١). قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَحَدِيثُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ هُنَا مِنْ رِوَايَةِ مَكْحُولٍ، وَغَيْرِهِ مُتَّصِلُ السَّنَدِ صَحِيحٌ (٢). وَالحَدِيثُ الرَّابعُ: حَدِيثُ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- قَالَ: "مَنْ كانَ لَهُ إِمَامٌ، فَقِرَاءَتُهُ لَهُ قِرَاءَةٌ" (٣). وَفِي هَذَا أيضًا حَدِيثٌ خَامِسٌ صَحَّحَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَهُوَ مَا رُوِيَ أَنَّهُ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "إِذَا قَرَأَ الإِمَامُ فَأَنْصِتُوا" (٤)، فَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي وَجْهِ جَمْعِ هَذِهِ الأَحَادِيثِ، فَمِنَ النَّاسِ مَنِ اسْتَثْنَى مِنَ النَّهْيِ


(١) أقرب لفظٍ لما ذكره المؤلف: هو ما أخرَجه أحمد في "مسنده" (٢٢٦٩٤)، عن عُبَادة بن الصامت، قال: "صلى في رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلاة الغداة، فثقلت عليه القراءة، فلما انصرف قال: "إنِّي لأراكم تقرؤون وراء إمامكم". قلنا: نعم، واللَّه يا رسول اللَّه، إنا لنفعل هذا. قال: "فلا تفعلوا إلا بأُمِّ القرآن؛ فإنه لا صلاة لمَنْ لم يقرأ بها""، وحسنه الأرناؤوط.
وبنحوه أخرجه أبو داود (٨٢٤)، وغيره، وضعفه الأَلْبَانيُّ في: "ضعيف أبي داود - الأم" (١٤٧).
(٢) انظر: "الاستذكار" لابن عبد البر (١/ ٤٦٨)، وفيه قال: "حديث عبادة من رواية مكحول وغيره متصلٌ مُسْندٌ من رواية الثقات".
(٣) أخرجه ابن ماجه (٨٥٠) وغيره، وحَسَّنه الأَلْبَانيُّ في "إرواء الغليل" (٥٠٠).
(٤) أخرجه أحمد في "مسنده" (١٩٧٢٣)، عن أبي موسى قال: "عَلَّمنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إذا قمتم إلى الصَّلاة فليؤمكم أحدكم، وإذا قرأ الإمام فأنصتوا"، وصححه الأرناؤوط. وأخرج مسلم (٤٠٤/ ٦٣)، واقتصر فيه على لفظة: "وإذا قرأ فأنصتوا". ونقل تصحيح أحمدَ ابنُ عبد البر، فقال: "قال أبو بكرٍ الأثرم: قلت لأحمد بن حنبل: مَنْ يقول عن النبي -عليه السلام- من وجه صحيح: "إذا قرأ فأنصتوا"، فقال: حديث ابن عجلان الذي يَرْويه أبو خالد الأحمر، والحديث الذي رَوَاه جرير عن التيمي، وقد زعموا أن المعتمر رواه. قلت: نعم، قد رواه المعتمر. قال: فأي شيء تريده؟! فقد صحح أحمدُ هذين الحديثين". انظر: "الاستذكار" لابن عبد البر (١/ ٤٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>