وانظر في مذهب الشافعية: "الغرر البهية"، لزكريا الأنصاري (٢/ ٣٢)، وفيه قال: " (و) يندب له بعد الفاتحة (سورة الجمعة)، أي: قراءتها (في) الركعة (الأولى) وسورة المنافقين في الثانية كما يعلم مما يأتي للاتباع رواه مسلم". وانظر في مذهب الحنابلة: "شرح منتهى الإرادات"، للبهوتي (١/ ٣١٨)، وفيه قال: " (يسن أن يقرأ جهرًا) فيهما لحديث "صلاة النهار عجماء إلا الجمعة والعيدين في الركعة الأولى بسورة الجمعة وفي الركعة الثانية بسورة المنافقين بعد الفاتحة؛ لأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يقرأ بهما في صلاة الجمعة". (٢) انظر: "الاقتصاد في الاعتقاد"، لعبد الغني المقدسي (ص: ١٤٩، ١٥٠)، وفيه قال: "كلام اللَّه بحرف وصوت، وروى عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه- أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إذا تكلم اللَّه بالوحي سمع صوته أهل السماء كجر السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدًا". وقول القائل: بأن الحرف والصوت لا يكون إلا من مخارج. . باطل ومحال. قال اللَّه عز وجل: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (٣٠)}. وكذلك قال عز وجل إخبارًا عن السماء والأرض أنهما {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}. فحصل القول من غير مخارج ولا أدوات". وانظر: "شرح الطحاوية"، لابن أبي العز الحنفي (١/ ١٧٤). (٣) قال ابن قدامة: "القرآن كلام اللَّه ومن كلام اللَّه سبحانه القرآن العظيم، وهو كتاب اللَّه المبين وحبله المتين وصراطه المستقيم وتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين بلسان عربي مبين، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وهو سور محكمات وآيات بينات وحروف وكلمات". انظر: "لمعة الاعتقاد" (ص: ١٨).