للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذلك نجد أن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- بيَّن أن مِن السور ما يُقرأُ في مواضع، ومن ذلك نجد أن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- بيَّن ما يقرأ فيه من طوال المفصل، وما يقرأ فيه من أواسط المفصل، وما يقرأ فيه من قصار السور (١)، كذلك أيضًا بيَّن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه في صلاة فجر الجمعة يقرأ في الركعة الأولى بسورة السجدة، وفي الركعة الثانية بسورة الإنسان (٢)، وفي صلاة الجمعة يقرأ في الركعة الأولى بسورة الجمعة، وفي الركعة الثانية بسورة المنافقين (٣). وورد أنه يقرأ في العيدين وفي الجمعة بالأعلى والغاشية (٤).

والإمام مالك رَحَمِهُ اللَّهُ قال: أدركت الناس يقرؤون بـ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (١)}. يعني: في الجمعة، قال: الذي جاء في الحديث القراءة بـ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (١)} بعد سورة الجمعة (٥)، والذي أدركت عليه الناس القراءة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)}، ثم يقرأ الغاشية (٦). وهذا


(١) أخرج النسائي (٩٨٢)، عن أبي هريرة، قال: "ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من فلان -قال سليمان- كان يطيل الركعتين الأوليين من الظهر، ويخفف الأخريين، ويخفف العصر، ويقرأ في المغرب بقصار المفصل، ويقرأ في العشاء بوسط المفصل، ويقرأ في الصبح بطول المفصل". وحسنه الألباني في: "مشكاة المصابيح" (٨٥٣).
(٢) أخرجه البخاري (٨٩١)، ومسلم (٨٨٠/ ٦٥)، عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-، قال: "كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر {الم (١) تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} ".
(٣) أخرجه مسلم (٨٧٩/ ٦٤)، عن ابن عباس، "أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يقرأ في صلاة الفجر، يوم الجمعة: {الم (١) تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْر}، وأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة، والمنافقين".
(٤) أخرجه مسلم (٨٧٨/ ٦٢)، عن النعمان بن بشير، قال: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقرأ في العيدين، وفي الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)}، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (١)} "، قال: "وإذا اجتمع العيد والجمعة، في يوم واحد، يقرأ بهما أيضًا في الصلاتين".
(٥) أخرجه مسلم (٨٧٨/ ٦٣)، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، قال: كتب الضحاك بن قيس إلى النعمان بن بشير يسأله: أي شيء قرأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم الجمعة، سوى سورة الجمعة؟ فقال: "كان يقرأ {هَلْ أَتَاكَ} ".
(٦) انظر: "التمهيد"، لابن عبد البر (٦/ ٣٢٢، ٣٢٣)، وفيه قال: "واختلف الفقهاء فيما =

<<  <  ج: ص:  >  >>