للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيستره في يوم هو أحوج ما يكون فيه إلى الستر، ومن ستَر مسلمًا ستره اللَّه في الدنيا والآخرة، واللَّه في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، وفي بعض الروايات: "واللَّه في حاجة العبد ما كان العبد في حاجة أخيه" (١). ولا نريد أن نقف عند هذا الحديث كثيرًا، أو نعلق عليه؛ لضيق المقام لكن هذا حديث من الأحاديث التي اختارها العلماء الأفذاذ، فوضعوها ضمن أحاديث الأربعين النووية أو الخمسين، وتكلموا عنها، وأكثر من تكلَّم عن هذا الحديث بيانًا وتفصيلًا الحافظ ابن رجب في كتابه: "جامع العلوم والحكم" (٢).

* قوله: (فَإِنَّ الشَّافِعِيَّ وَجَمَاعَةً مِنَ العُلَمَاءِ اعْتَقَدُوا أَنَّ هَذِهِ السَّاعَاتِ هِيَ سَاعَاتُ النَّهَارِ).

هؤلاء هم جمهور العلماء (٣).

* قوله: (فَنَدَبُوا إِلَى الرَّوَاحِ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ).

الندب معلوم معناه (٤):

لا يسألون أخاهم حين يندُبُهم (٥)


(١) أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (٧٢٤٧)، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من فرَّج عن أخيه كربة فرج اللَّه عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على أخيه المسلم ستَر اللَّه عليه في الدنيا والآخرة، واللَّه في حاجة العبد ما كان العبد في حاجة أخيه".
وأخرج البخاري (٢٤٤٢)، ومسلم (٢٥٨٠/ ٥٨)، عن عبد اللَّه بن عمر -رضي اللَّه عنهما-، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومَن كان في حاجة أخيه كان اللَّه في حاجته، ومَن فرَّج عن مسلم كربة، فرَّج اللَّه عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومَن ستر مسلمًا ستره اللَّه يوم القيامة".
(٢) انظر: "جامع العلوم والحكم"، لابن رجب (٢/ ٢٨٥).
(٣) سبق.
(٤) نَدَبَ القومَ إِلى الأمر يَنْدُبُهم نَدْبًا: دعاهم وحَثَّهم. انظر: "المحكم والمحيط الأعظم"، لابن سيده (٩/ ٣٥٤).
(٥) صدر بيت من البسيط "لقريط بن أنيف العَنْبَري"، كما في: "خزانة الأدب"، للبغدادي (٧/ ٤٤١) وتمامه: "في النائباتِ على ما قال بُرْهَانَا".

<<  <  ج: ص:  >  >>