للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا عند بعض العلماء.

نعلم أنه جاء في الحديث الصحيح أن اللَّه تعالى يقول: "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، وبده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه" (١)).

فاللَّه تعالى يقول: "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه". فلا شك أن أداء الفرائض مما يحبه سبحان وتعالى، ويقول: "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه"، فتقرب العبد إلى اللَّه سبحانه وتعالى بالنوافل يجلب له محبة اللَّه سبحانه وتعالى، ولا شك أن كل مسلم غايته بل ويذوب قلبه في هذه الحياة علَّه أن يظفر بمحبة اللَّه سبحانه وتعالى ورضاه؛ حتى يكون من الذين -رضي اللَّه عنهم- ورضوا عنه، هذه سعادة لا تدانيها سعادة.

وعلى ذلك ما دامت النوافل وما دامت السُّنن مما يجلب محبة اللَّه سبحانه وتعالى ويكون سببًا في تحقيقها ألا يحافظ عليها المسلم؟! وإذا ما هجر المسلم هذه السنن المؤكدة، وجفاها وأعرض عنها؛ فإنه بذلك وإن لم يكن قد ترك واجبًا من الواجبات لكنه عطَّل جانبًا من جوانب هذه الشريعة.

فلو أننا أخذنا مثلًا الوتر: -وسيأتي الكلام عنه في بابه إن شاء اللَّه- وليس بعيدًا، الذي قال فيه الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الوتر حق على كل مسلم" (٢).

ويقول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الوتر حق، ومن لم يوتر فليس منا" (٣).


(١) أخرجه البخاري (٦٥٠٢).
(٢) أخرجه أبو داود (١٤٢٢) عن أبي أيوب، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود - الأم" (١٢٧٨).
(٣) أخرجه أحمد في "مسنده" (٩٧١٧) عن أبي هريرة، وضعفه الألباني في "السلسلة الضعيفة" (١١/ ٣٧٢)، (٥٢٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>