كتاب بغية المقتصد شرح بداية المجتهد

الباب الأول: القول في الوتر - وهل الأفضل الإيتار أول الليل أو آخره؟ - ج: 5 - ص: 2556

وَجَاء أنَّ الرَّسُولَ -صلى اللَّه عليه وسلم- أوتر بسَبْعٍ، جلس في السادسه، ولم يُسلِّم، ثم سلَّم من السابعة (١)، وأنه أوتر بثَمَانٍ جلَس في السابعة، وسلم من الثامنة، وأنه -عليه الصلاة والسلام- أوتر بتسع، وسلم من التاسعة (٢)، وأنه أوتر بإحدى عشرة (٣)، صلَّى تسعًا في بعض الروايات، ثم أنه -عليه الصلاة والسلام- جلس، ثم بعد ذلك صلَّى ركعتين شفعًا وسلَّم (٤)، هذا كله ورد مع أحاديث كثيرة في هذه المسألة.

وفي ظني أن هذه المسألة من أحسن ما بحثه المؤلف؛ لأنه فصَّلها على خلاف عادته.

---

(١) أخرجه النسائي (١٧١٩) وغيره عن عائشة، قالت: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا أوتر بتسع ركعات لم يقعد إلا في الثامنة، فيحمد اللَّه ويذكره ويدعو، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يصلي التاسعة، فيجلس فيذكر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ويدعو، ثم يسلم تسليمةً يسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فلما كبر وضعف أوتر بسبع ركعات لا يقعد إلا في السادسة، ثم ينهض ولا يسلم، فيصلي السابعة ثم يسلم تسليمةً، ثم يصلي ركعتين وهو جالس"، وصححه الأَلْبَانيُّ في "التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان" (٤/ ٢٩٤).
(٢) جُزء من حديث طويل أخرجه مسلم (٧٤٦/ ١٣٩) وغيره عن عائشة، قالت: ". . . كنا نعد له سواكه وطهوره، فيبعثه اللَّه ما شاء أن يبعثه من الليل، فيتسوك، ويتوضأ، ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة، فيَذكر اللَّه ويَحْمده ويدعوه، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يقوم فيُصَلي التاسعة، ثم يقعد فيذكر اللَّه ويحمده ويدعوه، ثم يسلم تسليمًا يُسْمعنا، ثم يصلي ركعتين بعدما يُسلِّم وهو قاعدٌ، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني. . . ". الحديث.
(٣) أخرجه مسلم (٧٣٦/ ١٢١) وغيره عن عائشة، "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة، يوتر منها بواحدةٍ، فإذا فرغ منها، اضطجع على شقِّه الأيمن حتى يأتيه المؤذن، فيُصلِّي رَكْعَتين خفيفتين".
(٤) أَخْرَجه النسائي (١٧٢١) وغيره عن عائشة قالت: "كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ما شاء أن يبعثه من الليل، فيتسوك ويتوضأ، ثم يصلي تسع ركعات لا يقعد فيهنَّ إلا في الثامنة، فيحمد اللَّه ويذكره ويدعو، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يصلي التاسعة فيجلس، فيحمد اللَّه ويذكره ويدعو، ثم يسلم تسليمًا يسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فتلك إحدى عشرة ركعة. . . ". الحديث. وصححه الأَلْبَانيُّ في "صحيح النسائي" (٤/ ٣٦٥).