للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجُمْهُورَ (١) عَلَى أَنَّ الصَّلَاةَ آخِرَ اللَّيْلِ أَفْضَلُ، لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ


(١) ظاهر كلام المؤلف واستدلاله يدلُّ على التفضيل بين صلاة التراويح في المسجد جماعة وصلاتها في البيت، أيهما أفضل؟ فذكر المؤلف أنَّ مذهب الجمهور: أنَّ الأفضل صلاة البيت؛ بدلالة الحديث الذي استدل به. والوجه الآخر مِن استدلال المؤلف: تفضيل الصلاة في آخر الليل على أَوَّلِه؛ لأنهم كانوا يُصلون في المسجد في أول الليل؛ فالصلاة في آخره أفضلُ؛ لِقَول عمر، وعلى هذا فتحرير المسألة كالتالي:
أولًا: أفضلية صلاة التراويح في البيت.
مذهب الجمهور على أن أدائها في المسجد في جماعة أفضل.
وذهب المالكية إلى أفضليتها في البيت، وهذا عكس ما حكاه المؤلف.
ويُنظر في مذهب الأحناف: "البناية شرح الهداية" للعيني (٢/ ٥٥٣)، وفيه قال: "م: (والسنَّة فيها). ش: أي: في التراويح. م: (الجماعة). ش: أي: أن تُصَلَّى بالجماعة، قال أبو بكر الرازي: "المشهور عن أصحابنا: أنَّ إقامتها في المساجد أفضل منها في البيت، وعليه الاعتماد".
ويُنظر في مذهب المالكية: "الشرح الكبير" للشيخ الدردير (١/ ٣١٥)، وفيه قال: " (و) تأكد (تراويح)، وهو قيام رمضان، ووقته كالوتر، والجماعة فيه مستحبة، (و) ندب (انفراد بها)؛ أي: فعلها في البيوت ولو جماعة، (إن لم تُعَطَّل المساجد)؛ أي: إن لم يلزم على الانفراد تعطيل المساجد عن فِعلها فيها ولو فرادى".
ويُنظر في مذهب الشافعية: "مغني المحتاج" للشربيني (١/ ٤٦٠)، وفيه قال: "واختلفوا في أن الأفضل صلاتها منفردًا أو في جماعة، ولذلك قال المصنف: (و) الأصح: (أن الجماعة تُسن في التراويح)؛ لخبر "الصحيحين" عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها: "أنَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صَلَّاها ليالي، فصلوها معه، ثم تَأَخَّر وصلاها في بيته باقي الشهر، وقال: "خَشِيتُ أن تُفرض عليكم؛ فتَعجزوا عنها".
ويُنظر في مذهب الحنابلة: "شرح منتهى الإرادات"، للبهوتي (١/ ٢٤٥)، وفيه قال: " (و) التراويح (بمسجد) أفضل منها ببيت؛ لأنَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- جمع الناس عليها ثلاث ليال متوالية، كما رَوَته عائشة".
المسألة الثانية: وهي أفضلية الصلاة في آخر الليل على أوله:
ذهب الجمهور إلى هذا، كما ذكر المؤلف.
يُنظر في مذهب الأحناف: "تبيين الحقائق"، للزيلعي (١/ ١٧٨)، وفيه قال: "صلاة الليل، والأفضل فيها: آخره".
ويُنظر في مذهب المالكية: "الشرح الكبير"، للشيخ الدردير (١/ ٣١٦)، وفيه قال: " (و) ندب (فعله)؛ أي: الوتر مع الحزب آخر الليل (لمنتبه)؛ أي: لمن شأنه الانتباه =

<<  <  ج: ص:  >  >>