للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القَاضِي: "خَرَّجَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ سَمُرَةَ" (١)).

قوله: (قَالَ القَاضِي) يقصد نفسه.

* قوله: (قَالَ أَبُو عُمَرَ: "وَبِالجُمْلَةِ، فَإِنَّمَا صَارَ كُلُّ فَرِيقٍ مِنْهُمْ إِلَى مَا وَرَدَ عَنْ سَلَفِهِ (٢)، وَلذَلِكَ رَأَى بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ أَنَّ هَذَا كُلَّهُ عَلَى التَّخْيِيرِ، وَمِمَّنْ قَالَ بِذَلِكَ: الطَّبَرِيُّ (٣). قَالَ القَاضِي: وَهُوَ الأَوْلَى؛ فَإِنَّ الجَمْعَ أَوْلَى مِنَ التَّرْجِيحِ).

الطبريُّ: هو ابن جرير الطبري الإمام المشهور المُفَسِّر، وهو أول عالمٍ أكمل تفسير كتاب اللَّه -عزَّ وجلَّ-؛ "تفسير الطبري"، وهو كتابٌ عظيم، واسمه: "جامع البيان"، ولا يُوجد تفسير أعظم منه ولا أجمع منه، وهو الذي يُعرف بالتفسير بالمأثور؛ أي: بالآثار، وإن ورود الإسرائيليات (٤) فيه لا تؤثر؛ لكونه ينقلها. وتوفي سنة ثلاثمائة وعشر.

فقيل: إن باب الاجتهاد أُغلق به. وهذه دعوى بلا دليل، والصحيح:


(١) أخرجه مسلم (٩١٣) حيث قال: "عن عبد الرحمن بن سمرة -وكان من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: كنت أرتمي بأسهم لي بالمدينة في حياة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذ كسفت الشمس، فنبذتها، فقلت: واللَّه لأنظرنَّ إلى ما حدث لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في كسوف الشمس، قال: فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ قَائِمٌ فِي الصَّلَاةِ رَافِعٌ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يُسَبِّحُ، وَيَحْمَدُ، وَيُهَلِّلُ، وَيُكَبِّرُ، وَيَدْعُو، حَتَّى حُسِرَ عَنْهَا، قَالَ: فَلَمَّا حُسِرَ عَنْهَا قَرَأَ سُورَتَيْنِ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ".
(٢) يُنْظَر: "الاستذكار" لابن عبد البر (٢/ ٤١٣)، حيث قال: "وإنما يَصير كل عالم إلى ما روى عن شيوخه، ورأى عليه أهل بلده".
(٣) يُنْظَر: "الاستذكار" لابن عبد البر (٢/ ٤١٥)، حيث قال: "قال الطبري: إن شاء جهر في صلاة الكسوف وإن شاء أسر، وإن شاء قرأ في كل ركعة مرتين وركع فيها ركوعين، وإن شاء أربع قراءات وركع أربع ركعات، وإن شاء ثلاث ركعات في كل ركعة، وإن شاء ركعتين كصلاة النافلة".
(٤) الإسرائيليَّات: الأخبار المنقولة عن اليهود في كتب التَّفسير والتَّاريخ وغيرهما. انظر: "معجم اللغة العربية المعاصرة" لأحمد مختار (١/ ٩١)، و"الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" لمحمد أبي شهبة (ص: ١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>