للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الليث بن سعد: إمام من الأئمة، وإن لم يكن أحد الأئمة الأربعة، فهو -كما هو معلوم- إمام مِصر قبل الشافعي، كان بمثابة الإمام مالك، وقد عرفت الرسائل بين الإمامين الجليلين (١)، ومثله الأوزاعي والثوري وإسحاق، وغيرهم كثير، وكون هؤلاء لم يشتهروا كاشتهار الأئمة الأربعة، فهذا لا يدل على أنهم يَقلون باعًا عنهم، ولكن هؤلاء الأربعة -رحمهم اللَّه جميعًا- كان لهم تلاميذ أخلصوا؛ فجمعوا فقههم، ودونوه، واشتغلوا به، وعَلَّقوا، وخَرَّجوا على مسائلهم؛ ولذلك اشتهروا، وأما غير أولئك الأئمة الأربعة فإن فِقههم منتشر في طيات الكتب؛ كتب المذاهب وغيرها.

* قوله: (قَالَ ابْنُ المُنْذِرِ: "رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَنَّهُ اسْتَسْقَى فَخَطَبَ قَبْلَ الصَّلَاةِ").

وهذا جاء في "صحيح البخاري"، ومعلوم أن الحديث الذي في "صحيح البخاري" لا يحتاج إلى وقفة.

* قوله: (وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَبِهِ نَأْخُذُ" (٢)).


(١) أخرجه ابن معين في "تاريخه - (رواية الدوري) " (٤/ ٤٨٧ - ٤٩٧)، قال: "حَدَّثَنَا أبو زكريا؛ يحيى بن معين، قال: هذه رسالة الليث بن سعد إلى مالك: حَدَّثَنَا يحيى، قال: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن صالح: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، من الليث بن سعد إلى مالك بن أنس، سلام عليك، فإني أحمدُ إليك اللَّهَ الذي لا إله إِلَّا هو، أما بعد، عافانا اللَّه وإيَّاك، وأحسن العاقبة في الدنيا والآخرة، وقد بلغني كتابك تَذكر من صلاح حالك الذي سَرَّني، فأدام اللَّه ذلك لكم، وأَتَّمه بالعون على الشكر له وبه، والزيادة في أحسنه، وذكرت نظرك في الكتب التي بَعثت إليك بها، وإقامتك إيَّاها، وختمك عليها بخاتمك، وقد أتتنا؛ فآجرك اللَّه فيما قَدمت منها، فإنها كتب انتهت إليَّ عنك، فأحببت أن أبلغ تحقيقها بنظرك فيها، وذكرت أنه قد نشطك ما كتبت إليك فيه من تقويم ما أتاني عنك إلى ابتدائي بالنصيحة. . .، وأنا أحب توفيق اللَّه إياك وطول بقائك لما أرجو للناس في ذلك من المنفعة، وما أخاف أن يكون من المضيعة إذا ذهب مِثلك، مع استئناسي بمكانك وإن نَأَت الدَّار؛ فهذه منزلتك عندي ورأي فيك؛ فاستيقنه".
(٢) يُنظر: "الأوسط" لابن المنذر (٤/ ٣٦٧) حيث قال: "وقد رُوِّينا عن عمر بن الخطاب أنه خطب قبل الصلاة".

<<  <  ج: ص:  >  >>