للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من مذهب أحمد (١)، فإن الإمامين؛ الشافعي وأحمد متفقان على أن التكبير يبدأ من ليلة العيد. هذه هي الرواية المشهورة من مذهب أحمد، والمؤلف جاء برواية أُخرى.

* قوله: (وَكَذَلِكَ فِي لَيْلَةِ الأَضْحَى عِنْدَهُمْ).

لكن العلماء -كما قلت- منهم مَن يقول: إن التكبير يبدأ من ليلة العيد، وهذا هو المشهور والمعروف في المذهبين الشافعي والحنبلي، ومنهم مَن يقول: من وقت الخروج إلى صلاة العيدين.

متى ينتهي؟ هل هو إذا خرج الإمام؟ هل هو ينتهي ببدء الإمام بالخطبة؟ هل هو -أيضًا- ينتهي ببدء الخطبة؟ وهل المأموم -أيضًا- إذا كبر الإمام يكبر معه؟ هذا هو المشهور من الأقوال.

* قوله: (إِنْ لَمْ يَكُنْ حَاجًّا، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنْكَارُ التَّكْبِيرِ جُمْلَةً إِلَّا إِذَا كَبَّرَ الإِمَامُ) (٢).

هذا نُقل عن عبد اللَّه بن عباس (٣)، لكن أمر التكبير أمر ثابت، وربما يُتأوَّل ذلك عن عبد اللَّه بن عباس -رضي اللَّه عنهما-.


(١) يُنظر: "المغني" لابن قدامة (٢/ ٢٧٣) حيث قال: "ويظهرون التكبير في ليالي العيدين، وهو في الفِطر آكد؛ لقول اللَّه تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، وجملته: أنه يُستحب للناس إظهار التكبير في ليلتي العيدين في مساجدهم ومنازلهم وطرقهم، مسافرين كانوا أو مقيمين؛ لظاهر الآية المذكورة. . . ومعنى إظهار التكبير: رفع الصوت به، واستحب ذلك لما فيه من إظهار شعائر الإسلام، وتذكير الغير".
(٢) يُنظر: "الأوسط" لابن المنذر (٤/ ٢٨٧) حيث قال: "وقد روينا في هذا الباب قولًا ثالثًا، قد روينا عن ابن عباس أنه سمع الناس يُكبرون قال: "ما شأن الناس؟ قلتُ: يكبرون قال: يُكبر الإمام؟ قلت: لا، قال: أمجانين الناس؟! ".
(٣) أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (٤/ ٢٨٨) عن شعبة، قال: "كنت أقودُ ابن عباس يوم العيد فسمع الناس يكبرون، قال: ما شأن الناس؟ قلت: يكبرون، قال: يُكبر الإمام؟ قلت: لا، قال: "أمجانين الناس؟! ".

<<  <  ج: ص:  >  >>