للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني: رأى الإمامان مالك والشافعي أن التكبير في ذلك يَقتصر على لفظ: (اللَّه أكبر) يُكررها ثلاثًا، فيقول: (اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، اللَّه أكبر)، واستندوا في ذلك إلى ما نقل عن بعض الصحابة، ومنهم من يقول: يقول في هذا المقام: اللَّه أكبر اللَّه أكبر، لا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر، اللَّه أكبر وللَّه الحمد، وهذا قد نقل -أيضًا- فيه حديث عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومنهم مَن يضيف إلى ذلك أيضًا: اللَّه أكبر اللَّه أكبر، لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، إذًا فالألفاظ في ذلك متنوعة، ولو فَعل هذا، أو فَعل ذلك - فكل ذلك من السُّنَّة.

* قوله: وَقِيلَ: يَزِيدُ بَعْدَ هَذَا: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الملكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

هذه نُقلت عن الإمام أحمد (١)، ومعلوم أنه جاء في الحديث الصَّحيح عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "أفضلُ ما قلتُ أنا والنَّبيون من قبلي: لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" (٢)،


= (القديم): يُكبر مرتين، ثم يقول: (لا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر اللَّه أكبر) مرتين (وللَّه الحمد)، هكذا نقله الرافعي عن صاحب "الشامل". قال في "زيادة الروضة": ونقله صاحب "البحر" عن نَصِّ الشافعي -رحمه اللَّه تعالى- في البويطي، (ويستحب أن يزيد) بعد التكبيرة الثالثة: اللَّه أكبر (كبيرًا)، كما في الشرحين و"الروضة": أي: بزيادة "اللَّه أكبر" قبل كبيرًا، (والحمد للَّه كثيرًا، وسبحان اللَّه بكرة وأصيلًا)، كما قاله النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على الصَّفا، ومعنى: بكرة وأصيلًا: أول النهار وآخره. وقيل: الأصيل ما بين العصر والمغرب. ويُسن أن يقول -أيضًا- بعد هذا: "لا إله إلا اللَّه، ولا نعبد إلا إيَّاه مُخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا اللَّه وحده صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر".
(١) يُنظر: "شرح منتهى الإرادات" للبهوتي (١/ ٣٢٩) حيث قال: " (وصفته)، أي: التكبير (شفعًا: اللَّه أكبر اللَّه أكبر، لا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر، اللَّه أكبر وللَّه الحمد)؛ لحديث جابر".
(٢) أخرجه مالك في "الموطأ" (١/ ٢١٤) عن طلحة بن عبيد اللَّه بن كريز مرسلًا، وحَسَّنه الألباني في "صحيح الجامع" (١١٠٢). =

<<  <  ج: ص:  >  >>