للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها وعَمِلْتَ بها فإنك ستفوزُ في هذه الحياة الدنيا وفي الحياة الآخرة، ولذلك يقول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَقِّنُوا موتَاكم لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" (١)، ويقول - عليه الصلاة والسلام: "من كانَ آخِرُ كلامِه لا إله إلا اللَّه دَخَلَ الْجَنَّةَ" (٢)، هي أحلى كلمة يردِّدُها المسلم على لسانِهِ، ينبغي للمسلم دائمًا أن يكون لسانُه رَطْبًا بذكر اللَّه، وما أجمل وأعظم وأحسن أن يكون مما تردد لا إله إلا اللَّه!، وما أعظم أن يكون وداع المرء المسلم هذه الحياة الدنيا النطق بهذه الشهادة لا إله إلا اللَّه!، ولما كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رؤوفًا بأمته، رَحِيمًا بهم، مشفقًا عليهم، حريصًا عليهم في كل أحوالهم أمرَ -عليه الصلاة والسلام- بأن يُلقَّن المسلم هذه الشهادة، حتى يكون آخر كلمة نَطَقَ بها في هذه الحياة، إنما هي كلمة التوحيد (لا إله إلا اللَّه)، التي من أجلها قامت السموات والأرض ومن أجلها أُرْسِلَ الرُّسُل، ومن أجلها أنزلت الكُتُب على رسول اللَّه، ومن أجلها حملَ المؤمنون السلاحَ يقاتِلُون في سبيل اللَّه لينشُرُوا دِينَ اللَّهِ في كل مكان ليحققوا كلمة التوحيد (لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه).

فمن الجميل أن يكون وداعُ المؤمن لهذه الحياة بعد كلمة: (لا إله إلا اللَّه).

* قوله: (الثَّالِثَةُ: فِي تَكْفِينِهِ).

هذه الأمور الأربعة سيأتي فيها بعض الخلاف بين العلماء، لكن الصحيح أن تغْسِيلَ الميت وتكفينَهُ والصلاة عليه ودَفْنه من الأمور الواجبةِ، فهي من فُروضِ الكِفَايةِ وليست من الفروض العَينِيَّةِ؛ أي: من الواجبات التي إذا قام بها بعض المسلمين سقَطَ الفرض عن بقيَّتِهِمْ.

(الرَّابِعَةُ: فِي حَمْلِهِ وَاتِّبَاعِهِ).

وانظر كيف أنَّ الإسلام يتابعُ المؤمن في كل أحواله:


(١) أخرجه مسلم (٩١٦).
(٢) أخرجه أبو داود (٣١١٦)، وقال شعيب الأرناؤوط: "حديث صحيح".

<<  <  ج: ص:  >  >>