للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَسُئِلَ [أَبُو عُمَرَ] (١) فِيمَا حَكَى ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ غُسْلِ الشَّهِيدِ فَقَالَ: قَدْ غُسِّلَ عُمَرُ وَكُفِّنَ وَحُنِّطَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ، وَكَانَ شَهِيدًا -يَرْحَمُهُ اللَّهُ- (٢)).

وفي قصَّة عُمَر -رضي اللَّه عنه-، حيث كان وَاقفًا في فريضة الفجر عندما كان أميرًا للمؤمنين يُصلِّي بالناس صلاة الفجر، فتقدم أبو لؤلؤة المجوسي معه سيفه الذي غمسَه بالسُّمِّ ليالي وأيامًا، فطعن عددًا من الصحابة حتى وصل إلى عمر -رضي اللَّه عنه- فطعنه، وانتهى به الأمر (٣).

وَهُوَ -رضي اللَّه عنه- قد تمنَّى أن يُميتَه اللَّه شهيدًا، وفي هَذه المدينة، وقد تحقَّق له رحمه اللَّه ما طلب من رَبِّه.

إذًا، هو شَهيدٌ لا شكَّ؛ لأنه قُتِلَ في سَبيل اللَّه قائمًا يُصلِّي بالناس، قتَلَهُ عدوٌّ من أعداء اللَّه وهو ينطق بالحقِّ، ويقرأ بالناس في صلاة الفجر.

إذًا، هو شهيد، لكنه -كما ذكر ابن عبد البر (٤) - غُسِّلَ وصُلِّي عليه.

* قوله: (وَاخْتَلَفَ الَّذِينَ اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ الشَّهِيدَ فِي حَرْبِ الْمُشْرِكينَ لَا يُغَسَّلُ فِي الشُّهَدَاءِ مِنْ قَتْلِ اللُّصُوصِ أَوْ غَيْرِ أَهْلِ الشِّرْكِ).

يَعْني: يريد أن يُبيِّن أن الذين ذهبوا -وهم جماهير العلماء- إلى أن


(١) الصواب: (ابن عمر)؛ يُنظر: "الأوسط" لابن المنذر (٥/ ٣٤٧)؛ حيث قال: "وَسُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ غُسْلِ الشَّهِيدِ فَقَالَ: قَدْ غُسِّلَ عُمَرُ، وَكُفِّنَ، وَحُنِّطَ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ وَكَانَ شَهِيدًا".
(٢) أخرج ابن أبي شيبة (٣٢٨٢١): عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: "غُسِّلَ عُمَرُ وَكُفِّنَ وَحُنِّطَ".
(٣) أخرجها الآجريُّ في "الشريعة" (١٣٩٥) في قصة طويلة مبكية.
(٤) تابع الشارحُ رحمه اللَّه المؤلِّفَ في قوله: "وَسُئِلَ [أَبُو عُمَرَ] فِيمَا حَكَى ابْنُ الْمُنْذِرِ"، فَوَهِمَ فظنَّه أبو عمر ابن عبد البر، ولكنَّه (ابن عمر) كما سبق وبيَّنتُ، وابن المنذر: هو أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري (المتوفى: ٣١٩ هـ)، وابن عبد البر: هو أبو عمر يوسف بن عبد اللَّه بن محمد بن عبد البر بن عاصم، النمري، القرطبي (المتوفى: ٤٦٣ هـ)، فكيف يحكي المتقدِّمُ عن المتأخِّرِ!

<<  <  ج: ص:  >  >>