للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دينٌ (١)، ولم يصلِّ على مَنْ قتل نفسًا (٢)، وقال -عليه الصلاة والسلام- بالنسبة للغال: "صلوا على صاحبكم" (٣)، وكذلك الذي كان عليه دَين لم يُصلِّ عليه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى قام أبو قتادة، فقال: عليَّ قضاء دَينه، فصلى عليه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (٤).

وَالعُلَماءُ بالنسبة للدَّين، فإنهم يُفصِّلون القولَ في ذلك، فإنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لَمْ يكن يصلِّي على مَنْ عليه دَين إذا ماتَ، وليس عنده ما يفي بدَينه، أمَّا لو كان عليه دَين وعنده تركة يمكن تأدية الدَّين منها، فإن هذا لا يعتبر مدينًا؛ لأنه سيوفَّى الحقُّ مما تركه من تركةٍ، لكن القصد مَنْ يموت وعليه دَين ليس له مال ولا تركة يمكن أن يوفَّى دينه منها، لكن بعد أن فتحت الفُتُوح، فَتحَ اللَّهُ على المؤمنين، وتَوسَّعت البلاد، وبدأت الخيرات والجبايات تأتي لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من كل مكانٍ، قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَنَا أَوْلَى بالمُؤْمنينَ من أنفسهم، فمَنْ مات وعليه دَين، فأنا أَوْلَى به، وما تركه من تركة فهي لوَرَثتِهِ" (٥).


= النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- توفي يوم خيبر، فذكروا ذلك لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "صلوا على صاحبكم". فتغيرت وجوه الناس لذلك، فقال: "إن صاحبكم غل في سبيل اللَّه". ففتشنا متاعه فوجدنا خرزًا من خرز يهود لا يساوي درهمين"، وضعفه الألباني في "الإرواء" (٧٢٦).
(١) أخرجه البخاري (٢٢٨٩)، عن سلمة بن الأكوع -رضي اللَّه عنه-، قال: "كنا جلوسا عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، إذ أتي بجنازة، فقالوا: صل عليها، فقال: "هل عليه دين؟ "، قالوا: لا، قال: "فهل ترك شيئًا؟ "، قالوا: لا، فصلى عليه، ثم أتي بجنازة أخرى، فقالوا: يا رسول اللَّه، صل عليها، قال: "هل عليه دين؟ " قيل: نعم، قال: "فهل ترك شيئا؟ "، قالوا: ثلاثة دنانير، فصلى عليها، ثم أتي بالثالثة، فقالوا: صل عليها، قال: "هل ترك شيئًا؟ "، قالوا: لا، قال: "فهل عليه دين؟ "، قالوا: ثلاثة دنانير، قال: "صلوا على صاحبكم"، قال أبو قتادة صل عليه يا رسول اللَّه وعلي دينه، فصلى عليه".
(٢) أخرجه مسلم (٩٧٨)، عن جابر بن سمرة، قال: "أتي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- برجل قتل نفسه بمشاقص، فلم يصل عليه".
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) تقدم تخريجه.
(٥) أخرجه مسلم (١٦١٩)، عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، كان يؤتى بالرجل الميت =

<<  <  ج: ص:  >  >>