للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن بعض؛ كما نرى أنه أفرد للربح مسألة وللفوائد مسألة وبعض الفقهاء يجمع بين النوعين.

* قوله: (إحْدَاهَا: هَلْ يُشْتَرَطُ الحَوْلُ فِي المَعْدِنِ (١) إِذَا قُلْنَا: إِنَّ الوَاجِبَ فِيهِ رُبُعُ العُشْرِ؟).

هذا يتعلق بزكاة المال، وهذه المسألة مرَّت في أوائل كتاب الزكاة، وتكلمنا عنها تفصيلًا، ويُقصد بالمعادن: جمع معدن، وسُمي معدنًا لأنه يستقر؛ ولذلك سميت الجنة بجنة عدن لأنها جنة خلودٍ وبقاءٍ واسحقرار، كما قال اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (٢٤)} [الرعد: ٢٣، ٢٤].

وقال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في سورة فاطر: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (٣٣) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (٣٤) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (٣٥)} [فاطر: ٣٣ - ٣٥].

ولا شك أنها غاية كل مؤمن وأن اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعدها للذين اتقوا في هذه الحياة الدنيا بعمل الصالحات قال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (٥٥)} [القمر: ٥٤ - ٥٥]، نسأل اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يجعلنا من أولئك.

وزكاة المعادن كما يعرفها الفقهاء (٢) هي: ما يُخرج من الأرض مما يُخلق فيها من غير جنسها مما له قيمة.


(١) معدن الذهب والفضة: "سمي معدنًا لإنبات اللَّه جل وعز فيه جوهرهما وإثباته إياه في الأرض حتى عدن؛ أي: ثبت فيها. المعدن: هو المكان الذي يثبت فيه الناس ولا يتحولون عنه شتاء ولا صيفًا". انظر: "تهذيب اللغة"، للأزهري (٢/ ١٢٩).
(٢) زكاة المعادن: "هو زكاة الجوهر المستخرج من مكان خلقه اللَّه تعالى فيه ويُسمَّى به مكانُه أيضًا لإقامة ما خلقه اللَّه فيه تقول: عدن بالمكان يعدن إذ أقام فيه". انظر: "أسنى المطالب"، لزكريا الأنصاري (١/ ٣٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>