وعلاج؛ وغير ذلك؛ واستُغلت قضية الفقر أيضًا؛ ووجدنا أن أموالًا طائلة رُصدت لأجل ذلك.
والسؤال: أليس في إعطاء هؤلاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة خير للإسلام؛ ليمثل هؤلاء سدًّا منيعًا ويقفوا في وجه أولئك الذين يحاولون أن يحرفوا هؤلاء عن الطريق السويِّ؛ ويلقون بهم في أحضان الكفر؟
ثم أليس إعطاؤهم من الزكاة هو حصنًا متينًا لأولئك الذين تُوجَّه إليهم سهام أعداء الإسلام عن طريق التعرض للإسلام بزعم أن الإسلام لم يعالج مشاكلهم؛ ولم يغنهم من فقرهم؛ زاعمين لهم أنهم لو دخلوا في الدين الفلاني؛ أو انضموا إلى كذا؛ لكان في ذلك نصرًا لهم؛ ورفعًا لمعنوياتهم؛ إلى غير ذلك مما هو معروف؟
فكثيرة هي البلاد الإسلامية التي عمل التنصير فيها؛ ففي أفريقيا؛ وفي غيرها نماذج كثيرة موجودة.
نقول: بل نعطيهم لأجل دفع كل هذا؛ ولا مانع من أن يُعطى الضعفاء من المسلمين؛ ليتمكن الإسلام في قلوبهم؛ ولا مانع أيضًا من أن يُعطى من لهم قوة وشوكة؛ تمكينًا وترغيبًا وإعانةً لهم للبقاء على الإسلام والثبات عليه ونشره بين الناس؛ وربما يكون ذلك جذبًا لمن لم يسلموا؛ لعلّهم أن يدخلوا في الإسلام.
فرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد أعطى المؤلفة قلوبهم، واستهواهم فدخلوا في الإسلام، وأعطى أيضًا من دخل في الإسلام ممن لم يستقر الإيمان في قلبه غاية الاستقرار.
وقد قال اللَّه عزَّ وجلَّ: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: ١٤].
فنحن بذلك نقتدي برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ وبما فَعَله، فقد أعطى المؤلفة قلوبهم على اختلاف أنواعهم.
فلا مانع أيضًا أن يُعطَى المؤلفة قلوبهم من المسلمين ومن غيرهم من