للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قوله: (وَفِي غَيْرِ سَرَفٍ).

الذي يستدين لإصلاح نفسه، أو إصلاح ذات البين، فإنه يعطى من الزكاة ما يسد به دينه. أمَّا من يستدين؛ ليعصي اللَّه عزَّ وجلَّ، أو ليفسد في أرض اللَّه تعالى، فيأخذ الديون؛ ليرتكب بها ذلك:

(١) فيوجد قول في المذاهب -لكنه قول ضعيف ولا يرجع إليه- أنه يعطى أيضًا من الزكاة (١).

(٢) لكن القول الصحيح في ذلك أنه لا ينبغي أن يخفف عنه، بل هذا الذي قال فيه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الحديث بأنه يُؤخذ على يدَيه؛ لأنه سفيهٌ، ويُأطر على الحق أطرًا (٢).

* قوله: (بَلْ فِي أَمْرٍ ضَرُورِيٍّ).

قد نجد إنسانًا متوسط الحال، ومع ذلك يتكلف الكرم، فالكرم طيب، فقد بيَّن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- منزلة الكرم، وكان -صلى اللَّه عليه وسلم- أجودَ من الريح (٣)،


(١) وهو قول القاضي أبو يعلى واختيار ابن عقيل. يُنظر: "المغني"، لابن قدامة (٦/ ٤٨٠) حيث قال: "إن غرم في معصية، مثل أن يشتري خمرًا، أو يصرفه في زناء أو قمار أو غناء ونحوه، لم يدفع إليه قبل التوبة شيء؛ لأنه إعانة على المعصية، وإن تاب، فقال القاضي: يدفع إليه. واختاره ابن عقيل؛ لأن إبقاء الدين الذي في الذمة ليس من المعصية، بل يجب تفريغها، والإعانة على الواجب قربة لا معصية فأشبه من أتلف ماله في المعاصي حتى افتقر، فإنه يدفع إليه من سهم الفقراء".
(٢) أخرجه الترمذي (٣٠٤٧) عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي فنهتهم علماؤهم فلم ينتهوا، فجالسوهم في مجالسهم وواكلوهم وشاربوهم، فضرب اللَّه قلوب بعضهم على بعض ولعنهم {عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} ". قال: فجلس رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكان متكئًا فقال: "لا والذي نفسي بيده، حتى تأطروهم على الحق أطرًا". وضعفه الألباني في المشكاة (٥١٤٨).
(٣) أخرجه البخاري (٦) ومسلم (٢٣٠٨) عن ابن عباس، قال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>