(٢) أخرجه الترمذي (٢٣٨٢) وغيره، عن أبي هريرة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إن اللَّه -تبارك وتعالى- إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد؛ ليقضي بينهم وكل أمة جاثية، فأول من يدعو به رجل جمع القرآن، ورجل قتل في سبيل اللَّه، ورجل كثير المال، فيقول اللَّه للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ قال: بلى يا رب. قال: فماذا عملت فيما علمت؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول اللَّه له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول اللَّه: بل أردت أن يقال: إن فلانًا قارئ فقد قيل ذاك، ويؤتى بصاحب المال فيقول اللَّه له: ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد؟ قال: بلى يا رب، قال: فماذا عملت فيما آتيتك؟ قال: كنت أصل الرحم وأتصدق، فيقول اللَّه له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول اللَّه تعالى: بل أردت أن يقال: فلان جواد فقد قيل ذاك، ويؤتى بالذي قتل في سبيل اللَّه، فيقول اللَّه له: في ماذا قتلت؟ فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت، فيقول اللَّه تعالى له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول اللَّه: بل أردت أن يقال: فلان جريء، فقد قيل ذاك. ثم ضرب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على ركبتي فقال: "يا أبا هريرة، أولئك الثلاثة أول خلق اللَّه تسعر بهم النار يوم القيامة". وصححه الألباني في صحيح الجامع (١٧١٣).