للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال عليه الصلاة والسلام: "الصعيد الطيب طهور المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين ".

قالوا: وهذا واجد للماء، إذًا الماء موجود.

٣ - قالوا: ولأنَّ هذا الطاهر لا يحمل نجاسة فلا تأثير له في الماء فيبقى طهورًا. هذه وجهة هؤلاء.

يقولون الآخرون: هذا الذي خالطه سلبه صفة الماء المطلق فتغيّر، فأصبح غير صالحٍ لأن يكون طهورًا.

* قوله: (فَمَنْ رَأَى أَنَّهُ لَا يَتَنَاوَلُهُ اسْمُ المَاءِ المُطْلَقِ، وَإِنَّمَا يُضَافُ إِلَى الشَّيْءِ الَّذِي خَالَطَهُ، فَيُقَالُ مَاءُ كذَا لَا مَاءٌ مُطْلَقٌ، لَمْ يُجِزِ الوُضُوءَ بِهِ، إِذْ كانَ الوُضُوءُ إِنَّمَا يَكُونُ بِالمَاءِ المُطْلَقِ).

هو يريد أن يقول، لكن نحن لا نقول: ماء الورد.

إذا زاد الاختلاط خرج إلى الصفات الأولى، لكن إذا خالطه وهو لا

يزال يحمل اسم الماء، أما إذا أضيف إلى الشيء الاخر بكثرة المخالطة

تغيّر الأمر.

والخلاف كله هنا يسير في هذه المسألة ويدور حول قضية واحدة، هل هذا الماء الذي خالطه طاهز فغيّر صفةً من صفاته هل هو ماء مطلق أو لا؟

إن قلنا: هو ما: مطلق، لأنه داخلٌ في عموم الآية: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً} فينبغي أن يُتَطَهّر به، وهو حجة الذين قالوا بأنه طهور.

وإن قلنا: سُلِبَ عنه اسم المطلق أصبح ماءً طاهرًا لا ينبغي أن يُتَطَهّر به.

كل هذه المسألة تدور حول هذه القضية، والمؤلف لم يذكر الآياتِ ولا الأحاديثَ، لكنَّ كلامَه هو خلاصة ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>