المؤلف هنا ذكر سبب الخلاف: وهو هل الماء المطلق يتناول هذا الماء الذي خالطه زعفران أو غيره من الطاهرات؟ وهل يظلُّ هذا الماءُ يحمل اسم الماء المطلق أو لا؟
إن قلنا: هو يحملُ اسمَ الماء المطلق فهو لم يتغيّر، فينبغي أن يكونَ طهورًا.
وإن قلنا: لا يحمله، لأنه تغير بهذه المخالطة، وأصبح غير ماءٍ مطلقٍ فينبغي أن لا يكون مُطَهِّرًا.
والذين يقولون بأنه لا يزال طهورًا يستدلون:
١ - بقول الله سبحانه وتعالى في آخر آية الوضوء:{فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا}[المائدة: ٦] فيقولون: (ماءً) نكرة في سياق النفي، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم.
٢ - والله سبحانه وتعالى أباح التيمم في حالة عدم وجود الماء، وهذا ماءٌ طاهرٌ فينبغي أن يُتَطَهّر به، لأنَّه وإن خالطه غيره فهو ماء، والاية أُطلقت ولم تفرق بين الماءِ المطلق وبين ما يُضاف إليه؛ لأنه ما دام يحمل اسم الماء فهو ماء، ولا ينبغي أن نفرِّق بينه وبين غيره، لأننا نسميه ماء، ولا نسميه ماء ورد ولا ماء زعفران ولا ماء باقلاء ولا حمص ولا نسميه مثلًا من أنواع الغازات، الآن الأشربة الغازية التي تشرب، هذه كلها خارجة عنها.
قالوا: ما دمنا نسميه ماءً فينبغي أن يبقى على حالته الأولى، والرسول -عليه الصلاة والسلام- قال:"التراب كافيك ما لم تجد الماء"،