للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأَبْيَضِ (١)).

ويقصد بالفجر الثاني ما يُعرَفُ بالفجر الصادق، فهناك فجران؛ الفجر الأول: يعرف بالفجر الكاذب، وهذا الفجر هو الذي يخرج في السماء دقيقًا ولا ينتشر؛ يعني: يخرج على شكل خط يظل فترة ثم يختفي، وهذا وإن كان فيه بياض إلا أن فيه اختلاطًا بسواد.

ويشبهونه بذنب السِّرحان؛ أي: الذئب، وهذا يعرف بالفجر الكاذب؛ لأن الإنسان إذا رأى هذا الضوء ظنَّ أن الفجر قد ظهر وأن الوقت قد


= مذهب المالكية، يُنظر: "المقدمات الممهدات"، لابن رشد الجد (١/ ٢٤٩)؛ حيث قال: "والفجر فجران؛ فالأول: هو الذي يسمَّى الكاذب، وهو البياض المرتفع في الأفق ويشبه بذنب السرحان؛ لارتفاع ضوئه، لا يحل الصلاة ولا يحرم الطعام. والفجر الثاني: الصادق، هو المعترض في الأفق آخذًا من القبلة إلى دبر القبلة من شعاع الشمس وضوئها، وهو الذي يعتبر به في تحريم الطعام وتحليل الصلاة". وانظر: "حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني" (١/ ٤٤٠).
مذهب الشافعية، يُنظر: "كفاية النبيه في شرح التنبيه"، لابن الرفعة (٦/ ٣٣٢)؛ حيث قال: "واعلم أن الفجر الذي يتعلَّق به ما ذكرنا هو الفجر المستطير لا المستطيل، روى مسلم عن سمرة بن جندب قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يغرنكم من سحوركم أذان بلال، ولا بياض الأفق المستطيل هكذا حتى يستطير هكذا"، وحكاه حماد بيديه، قال: يعني: معترضًا، وقد كان الرجل حين نزل قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ}.
مذهب الحنابلة، يُنظر: "شرح منتهى الإرادات"، للبهوتي (١/ ٤٦٩)؛ حيث قال: " (إمساك بنية عن أشياء مخصوصة) وهي مفسداته وتأتي (في زمن مُعيَّن) وهو من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس (من شخص مخصوص) هو المسلم العاقل غير الحائض والنفساء". وانظر: "الكافي في فقه الإمام أحمد"، لابن قدامة (١/ ٤٣٨).
(١) الفجر: حُمرة الشمس في سواد الليل، وهما فجران؛ أحدهما: المستطيل وهو الذي يسمَّى ذنب السرحان، والآخر: المستطير وهو المنتشر في الأفق الذي يحرم على الصائم الأكل فيه. انظر: "جمهرة اللغة"، لابن دريد (١/ ٤٦٣)، و"طلبة الطلبة"، للنسفي (ص ١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>