للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: ١٨٧]. هذا هو الشاهد: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}.

وقد ثبت عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الحديث الصحيح أنه قال: "إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا فقد أفطر الصائم" (١)، وفي رواية التي فيها زيادة: "إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس أفطر الصائم" (٢).

إذن؛ فالواجب على المسلم الإمساك عما يمنع عنه من أكل وشرب وجماع وما يلحق بذلك مما سيأتي الكلام عنه حتى تغرب الشمس، وحينئذ يفطر، وأمَّا ما يتعلَّق ببداية الصيام فسيذكره المؤلف بعد ذلك، والأحاديث في ذلك كثيرة جدًّا.

* قوله: (وَاخْتَلَفُوا فِي أَوَّلهِ).

متى يبدأ وقت الصيام؟

قد بيَّنَّا سابقًا أنَّ هناك فجرين: فجرٌ صادقٌ وفجرٌ كاذبٌ، وقد تحدثنا عنهما تفصيلًا عند حديثنا عن أوقاتِ الصلوات، وبخاصة عند الكلام عن وقت صلاة الصبح.

* قوله: (فَقَالَ الجُمْهُورُ (٣): هُوَ طُلُوعُ الفَجْرِ الثَّانِي المُسْتَطِيرِ


(١) أخرجه أحمد في "مسنده" (١٩٢)، وقال الأرناؤوط: "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
(٢) أخرجه البخاري (١٩٥٤)، ومسلم (١١٠٠/ ٥١).
(٣) مذهب الحنفية، يُنظر: "الهداية في شرح بداية المبتدي"، للمرغيناني (١/ ١٢٠)؛ حيث قال: "قال: (ووقت الصوم من حين طلوعِ الفجر الثاني إلى غروب الشمس) لقوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} إلى أن قال: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: ١٨٧] والخيطان بياض النهار وسواد الليل". =

<<  <  ج: ص:  >  >>