للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من أعضاء وضوئِهِ … وهذا حديثٌ متفقٌ عليه (١).

* حديث المِسْوَر بن مَخْرمة الذي ذكر فيه أنهم كادوا يقتتلون إذا توضَّأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كادوا يقتتلون على وضوئه (٢) … وهذا الحديث في "صحيح مسلم ".

* كَوْن هَذَا الماء تَسَاقَط من بدنٍ طاهرٍ؛ ذلك أن جسم الإنسان المؤمن طاهرٌ، وهذا الماء الذي مرَّ بأعضائه لا يتغير لمُرُوره بأعضاءٍ طاهرة، وَعَليه فهو طاهرٌ، ولا ينجس.

وتقريرًا لهذه القاعدة أُتِيَ بحديث أبي هُرَيرة عندما كان يمشي، فقابله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فانخنست (٣) - وفي بعض الروايات: فَانْسَللت (٤) - فَذَهب إلى رَحْلٍ، فاغتسل، ثم جاء فوجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعدًا، فسأله: "أَيْنَ كنتَ يا أبا هُرَيرة؟ "، قال: كنت جنبًا فاغتسلت (٥) - وفي بعض الرِّوايات: كرهتُ أن أجلسَ معك أو أن أقعد معك -فقال الرسول عليه


(١) أخرجه البخاري (١٩٤) ومسلم (١٦١٦/ ٨)، عن محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابرًا يقول: جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعودني وأنا مريض لا أعقل، فتوضأ وصب عليَّ من وضوئه، فعقلتُ، فقلتُ: يا رسول الله، لمن الميراث؟ إنما يرثنى كلالة، فنزلت آية الفرائض.
(٢) ليس الحديث في "صحيح مسلم "، إنما أخرجه البخاري (٢٧٣١) عن المسور بن مخرمة، وفيه: " … ثمَّ إنَّ عروة جعل يرمق أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- بعينيه، قال: "فوالله ما تنخَّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدَلَكَ بها وجهه وجلده، وإذا أمَرَهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خَفَضوا أصواتهم عنده، وما يحدُّون إليه النظر تعظيمًا له، فرجع عروة إلى أصحابه … ". الحديث.
(٣) "انخنست": أي: انقبضت عنه وتأخرت. انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (١/ ٧٨).
(٤) "فانسللت"؛ أي: انقبضت عنه. انظر: "مشارق الأنوار" للقاضى عياض (٢/ ٢١٧)، والرواية أخرجها البخاري (٢٨٥).
(٥) لم أقف على هذه الرواية.

<<  <  ج: ص:  >  >>