للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأزواجه من إناءٍ واحدٍ (١)، ولو كان ما يَتسَاقط من الأعضاء يُؤثر، لَمَا فعل ذلك الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان الصَّحابة أيضًا يتوضؤون مع رسول الله (٢)، وكان يتوضأ بعضهم مع بعضٍ (٣)، وكان ذلك منتشرًا ومعروفًا بينهم، ولا يعرفون تأثيرًا لذلك.

وهذا دليلٌ على أنه طهورٌ، ولم يتأثر باستخدام الأعضاء له.

* قول: (وَسَبَبُ الخِلَافِ فِي هَذَا أيضًا مَا يُظَنُّ مِنْ أَنَّهُ لَا يَتَنَاوَلُهُ اسْمُ المَاءِ المُطْلَقِ حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ غَلَا، فَظَنَّ أَنَّ اسْمَ الغُسَالَةِ (٤) أَحَقُّ بِهِ مِنِ اسْمِ المَاءِ).

يَعْني أنَّ البعضَ غلَا، فَرَأى أن اسمَ ماء الغسالة أحقُّ بِهَذَا الماء المُتَساقط من الأعضاء من اسم الماء، وَهَذا رأيٌ ضعيفٌ.

* قوله: (وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كانَ أَصْحَابُهُ يَقْتَتِلُونَ عَلَى فَضْلِ وَضُوئِهِ).

يشير إلى حديث المِسْوَر بن مخرمة الذي أخرجه البخاري (٥)، وكذلك حديث جابر السابق ذكره، والدليل العقلي الذي أشير إليه أيضًا.


(١) معنى حديث أخرجه مسلم (٣٢١/ ٤٦) عن عائشة، قالت: "كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناءٍ بيني وبينه واحد، فيبادرني حتى أقول: دع لي، دع لي. قالت: وهما جنبان ".
(٢) معنى حديث أخرجه البخاري (٣٥٧٤) عَنْ أنس بن مالكٍ -رضي الله عنه-، قال: "خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض مخارجه، ومعه ناس من أصحابه، فانطلقوا يسيرون، فحضرت الصلاة، فلم يجدوا ماءً يتوضؤون، فانطلق رجلٌ من القوم، فجاء بقدح من ماء يسير، فأخذه النبي -صلى الله عليه وسلم- فتوضأ، ثم مدَّ أصابعه الأربع على القدح، ثم قال: "قوموا فتوضؤوا"، فتوضأ القوم حتى بلغوا فيما يريدون من الوضوء، وكانوا سبعين أو نحوه".
(٣) أخرجه البخاري (١٩٣)، عن عبد الله بن عمر أنه قال: "كان الرجال والنساء يتوضؤون في زمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جميعًا".
(٤) "الغُسالة": ما غَسلْتَ به الشيءَ. "مختار الصحاح "، للزبيدي (ص ٢٢٧).
(٥) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>