للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعزاه المؤلف رَحِمَهُ اللَّهُ إلى البخاريِّ، فيتبادر إلى الذهن من صنيع المؤلف أنه خرَّجه في كتابه "الصحيح"، وليس كذلك وإنما خرَّجه البخاري في "التاريخ الأوسط" الذي طبع خطأَ باسم "التاريخ الصغير"، ومعلومٌ أنَّ المؤلِّف رَحِمَهُ اللَّهُ إنما ينقل عن كتاب "الاستذكار"، وكتاب "التمهيد" لابن عبد البرِّ وقد نصَّ ابن عبد البر على هذا التخريج، فإما أنَّ المؤلف لم ينتبه لذلك أو أنه حصل سقطٌ في الكتاب، فلا ينبغي أنْ يُقطعَ بأنَّ هذا خطأ من المؤلِّف، فقد يحصل في الكتب تحريفٌ أو تصحيفٌ أو سقطٌ، وهذا ويتبين ذلك كثيرًا بالرجوع إلى المخطوطات.

وللحديث متابعاتٌ وشواهدُ يتقوَّى بها، فهو حديثٌ صحيحٌ صالحٌ للاحتجاج به، وأنها تلك الرواية التي أشار إليها المؤلِّف.

قوله: (من لم يبيِّت (١)): أي: لا بدَّ من النية، وجاء في روايةٍ أُخرى: "من لم يجمِّع (٢) " (٣)؛ أي: من لم يجمِّع "الصيام قبل الفجر فلا صيام له".

* قوله: (وَالثَّانِي: مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْء؟ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ، قَالَ: فَإِنِّي صَائِمٌ") (٤).


(١) يبيِّت الصيام؛ أي: ينويه من الليل. انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير (١/ ١٧٠).
(٢) الإجماع: إحكام النية والعزيمة. انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير (١/ ٢٩٦).
(٣) أخرجه الترمذي (٧٣٠) وقال: "حديث حفصة حديث لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه"، وقد روي عن نافع، عن ابن عمر قوله، وهو أصحُّ، "وهكذا أيضًا روي هذا الحديث عن الزهري موقوفًا ولا نعلم أحدًا رفعه إلا يحيى بن أيوب.
(٤) أخرجه مسلم (١١٥٤) عن عائشة أم المؤمنين -رضي اللَّه عنها-، قالت: قال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ذات يوم: "يا عائشة، هل عندكم شيءٌ؟ "، قالت: فقلت: يا رسول اللَّه، ما عندنا شيءٌ: قال: "فإني صائمٌ"، قالت: فخرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأهديت لنا هدية -أو جاءنا زور- قالت: فلما رجع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قلت: يا رسول اللَّه، أهديت لنا هدية -أو =

<<  <  ج: ص:  >  >>