للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَمْ يُكْتَبْ عَلَيْنَا صِيَامُهُ وَأَنَا صَائِمٌ فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ فَلْيَصُمْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ" (١)).

(معاوية)، هو ابن أبي سفيان أمير المؤمنين -رضي اللَّه عنه-، وليَ الخلافة وعُرف عامٌ مبايعته بعام الجماعة (٢)؛ لأنَّ المسلمين أجمعوا عليه في ذلك الوقت.

قوله: (كتب عليكم صيامه)؛ أي: فرضه، فالكتب يأتي بمعنى الفرض والإيجاب، كما في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: ١٨٣]، وقوله: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} [المائدة: ٤٥]، وقوله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} [البقرة: ٢١٦]، في الحديث المتفق عليه (٣) أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "خمسُ صلواتٍ كتبهنَّ اللَّه على العباد في اليوم والليلة، من حافظ عليهنَّ كان له عهدٌ عند اللَّه أن يدخله الجنة، ومن لم يحافظ عليهنَّ لم يكن له عهدٌ عند اللَّه أنْ يدخله الجنة؛ إن شاء عذَّبه وإن شاء غفر له" (٤).


(١) أخرجه البخاري (٢٠٠٣) واللفظ له، ومسلم (١١٢٩) عن حميد بن عبد الرحمن، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان -رضي اللَّه عنهما-، يوم عاشوراء عام حج على المنبر يقول: يا أهل المدينة أين علماؤكم؟ سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، يقول: "هذا يوم عاشوراء ولم يكتب اللَّه عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء فليصم، ومن شاء فليفطر".
(٢) يُنظر: "تاريخ الإسلام" للذهبي (٤/ ٥) حيث قال: ثم دخلت سنة إحدى وأربعين ويسمَّى عام الجماعة لاجتماع الأمة فيه على خليفةٍ واحدٍ، وهو معاوية.
قال خليفة: اجتمع الحسن بن علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان بمسكن وهي من أرض السواد، من ناحية الأنبار، فاصطلحا، وسلَّم الحسن الأمر إلى معاوية، وذلك في ربيع الآخر أو جمادى الأُولى، واجتمع الناس على معاوية فدخل الكوفة.
(٣) ليس في الصحيحين كما ذكر الشارح بل هو في السنن وسيأتي تخريجه.
(٤) أخرجه أبو داود (١٤٢٠) عن عبادة قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "خمس صلواتٍ كتبهنَّ اللَّه على العباد، فمن جاء بهنَّ لم يضيع منهن شيئًا استخفافا بحقهنَّ، كان له عند اللَّه عهدٌ أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهنَّ فليس له عند اللَّه عهد، إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة" وصححه الألباني في صحيح أبي داود - الأم (١٢٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>