للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعرفة، والطواف، والسعي على خلاف فيه، ومنها ما هو واجب؛ كالوقوف بعرفة إلى غروب الشمس، وكذلك المبيت بالمزدلفة، فهناك قول يقول: إن المبيت بالمزدلفة ركن. وقيل: واجب. وقيل: سنة، وهذا نترك بيانه لِمحله إن شاء اللَّه.

* قال: (وَعَلَى تُرُوكٍ تُشْتَرَطُ فِي تِلْكَ الْأَفْعَالِ).

كذلك هناك أُمور يجب على المسلم أن يَتركها، ومنها: ليس له أن


= رد المحتار" (٢/ ٤٦٦)، حيث قال: "والحج (فرضه) ثلاثة: (الإحرام) وهو شرط ابتداء، وله حكم الركن انتهاء، حتى لم يَجز لفائت الحج استدامته؛ ليقضي به مِن قابل. (والوقوف بعرفة) في أوانه؛ سُمِّيت به؛ لأن آدم وحواء تعارفا فيها. (و) معظم (طواف الزيارة)، وهما ركنان". وانظر: "بدائع الصنائع" للكاساني (٢/ ١٢٥).
وعند المالكية: أركان الحج أربعة. الإحرام، وطواف الإفاضة، والسعي، والوقوف بعرفة. انظر: "مواهب الجليل" (٣/ ٨)، وانظر: "حاشية الدسوقي على الشرح الكبير" (٢/ ٢١).
وعند الشافعية، يُنظر: "مغني المحتاج" للشربيني (٢/ ٢٨٥)، حيث قال: " (أركان الحج خمسة) بل ستة: أحدها: (الإحرام)؛ أي: نية الدخول فيه؛ لخبر: "إنما الأعمال بالنيات". (و) ثانيها: (الوقوف) بعرفة؛ لخبر: "الحج عرفة". (و) ثالثها: (الطواف) بالكعبة؛ لقوله تعالى: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: ٢٩]، والمراد: طواف الإفاضة. (و) رابعها: (السعي) بين الصفا والمروة؛ لما روى الدارقطني وغيره بإسناد حسنٍ: "أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- استقبل القبلة في السعي، وقال: "يا أيها الناس، اسعوا؛ فإن السعي قد كُتب عليكم". (و) خامسها: (الحلق) أو التقصير (إذا جعلناه نُسكًا)، وقد سبق أنَّه القول المشهور؛ لتوقف التحلل عليه، مع عدم جَبر تركه بدم كالطواف. (و) سادسها: (الترتيب) في مُعظم هذه الأركان، كما بحثه في "الروضة".
وعند الحنابلة، يُنظر: "كشاف القناع" للبهوتي (٢/ ٥٢١)، حيث قال: "أركان الحج أربعة: (الوقوف بعرفة)؛ لحديث: "الحج عرفة، فمن جاء قبل صلاة الفجر ليلة جمعة فقد تَمَّ حَجُّه"، رواه أبو داود، (وطواف الزيارة) قال ابن عبد البر: هو مِن فرائض الحج، لا خلاف في ذلك بين العلماء؛ لقوله تعالى: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}. (والسعي) بين الصفا والمروة؛ لما تقدم في موضوعه. (والإحرام، وهو النية)؛ أي: نية النسك، وإن لم يتجرد من ثيابه المحرمة على المحرم؛ لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّما الأعمال بالنيات".

<<  <  ج: ص:  >  >>