للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثوري، وأحمد (١)، وأبو داود؛ لأنه قد ثبت ذلك عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صراحة.

وإذا عرضنا سنة رسول -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو القائل: "خذوا عني مناسككم" (٢)، وجدنا أنَّ الأحاديث الصحيحة تبيِّن أنَّ الرسول تطيَّب لإحرامه كما ورد في حديث عائشة المتفق عليه قالت: "كنت أُطيِّب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لإحرامه قبل أن يحرم ولحلِّه قبل أن يطوف بالبيت" (٣).

وجاء في الحديث الآخر: "كان يُرى الطيب في مفرق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-" (٤).

وفي رواية: "لمعانه في مفرق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-" (٥).

وعلى ذلك فقد ثبت أنَّ الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يتطيَّب للإحرام، وكانت تطيِّبه عائشة، -رضي اللَّه عنهما- فدل ذلك على جوازه قبل الإحرام.

فالطيب مما يجوز استدامته من قبل الإحرام، ولا يجوز ابتداعه يعني: إحداثه بعده، فلو بقيت رائحة في البدن؛ فإنه يستمر معه، لكنْ شريطة أن يكون قبل الإحرام.

* قوله: (وَالْحُجَّةُ لِمَالِكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنْ جِهَةِ الْأَثَرِ حَدِيثُ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ (٦)، وَفِيهِ: "أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى


(١) يُنظر: "مطالب أولي النهى" للرحيباني (٢/ ٤١٠)، قال: (و) يستحب أنْ (يفعل عند إحرامه) من مكة أو قربها (ما يفعله محرم من ميقات من غسل وغيره)؛ أي: تنظف وتطيبٌ في بدنه.
(٢) تقدَّم تخريجه.
(٣) أخرجه البخاري (١٥٣٩)، ومسلم (٢٧٩٦).
(٤) أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (٩/ ٨٤) (٣٧٦٨)، عن عائشة قالت: "طيَّبت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عند إحرامه، فرأيت الطيب في مفرق رأسه بعد ثلاث، وهو محرم".
(٥) أخرجه البخاري (٢٧١)، ومسلم (٢٨٠٢)، عن عائشة، قالت: "كأني انظر إلى وبيص الطيب في مفرق النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو محرم".
(٦) أخرجه البخاري (٤٣٢٩)، ومسلم (٢٧٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>