للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* قوله: (وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ فِي وَقْتِ السَّعْيِ قَوْلٌ مَحْدُودٌ؛ فَإِنَّهُ مَوْضِعُ دُعَاءٍ) (١).

ومُرَاد المؤلف أنه ليس له دعاء مخصوص، وقد جاء في مواضع: "ربَّنا آتنا في الدنيا حسنةً" (٢) بين الركنين، وجاء: "اللَّهمَّ أنتَ السلام، ومنك السلام، حيِّنا ربنا بالسَّلام" (٣)، أول ما يبدأ،، لَكن الغالبَ أنه لا يوجد دعاءٌ مخصوصٌ، وإنَّما يختار لنفسه الدعاء الذي يحتاج إليه في هذا المقَام، وليتخيَّر من الأدعية، وَلْيكثر من ذِكْرِ اللَّه، ومن طلب الهداية والاستقامة على دين اللَّه، وليسأل اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أن يعفو عنه؛ ولذلك قالت عائشة -رضي اللَّه عنها- لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لَوْ عَلِمْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، مَا كُنْتُ أَسْأَلُ رَبِّي وَأَدْعُو بِهِ؟ قال: "قُولِي: اللَّهمَّ إنَّك عفوٌّ تحبُّ العفوَ فَاعْف عنِّي" (٤).

ولا بدَّ من الإخلاص، وصدق النيَّة، والإقبال على اللَّه حتى يظفر بخيري الدُّنيا والآخرة، وَيَكُون قَدْ رجع بتجارةٍ لن تبور؛ ولذلك يقول اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- في عُمَّار بيته: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (٣٦) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ


(١) يُنظر: "الإقناع" لابن القطان (١/ ٢٦٧)، حيث قال: "وكراهية الحديث في السعي عليه جماعة العلماء في كراهية الكلام بغير ذكر اللَّه في الطواف والسعي إلا فيما لا بدَّ منه؛ لأنه موضع دعاءٍ".
(٢) أخرجه أبو داود (١٨٩٢)، وصححه الأَلْبَانيُّ في "صحيح أبي داود - الأم" (١٦٥٣).
(٣) أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (٥/ ١١٨). . . عن مكحول قال: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا دخل مكة فرأى البيت، رفع يديه وكبر، وقال: "اللَّهمَّ أنتَ السلام، ومنك السلام، فحَيِّنا ربنا بالسلام، اللهم زِدْ هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا، ومهابةً، وزد مَنْ حجه أو اعتمره تكريمًا وتشريفًا وتعظيمًا وبرًّا".
ويُنظر: "مناسك الحج والعمرة" للأَلْبَانيِّ (٢٦)، حيث قال: "ولم يثبت عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- هنا دعاء خاص، فيدعو بما تيسر له، وإن دعا بدعاء عمر: "اللهم أنت السلام ومنك السلام، فحَيِّنا ربنا بالسلام"، فحسن؛ لثبوته عنه -رضي اللَّه عنه-".
(٤) رواه أحمد (٤٢/ ٢٣٦)، وصححه الأَلْبَانيُّ في "المشكاة" (٢٠٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>