فأنت حينما تقول: لا إله إلا اللَّه؛ أي: لا معبود بحقٍّ إلا اللَّه، "لا إله" تنفي عبادة أي معبود إلا اللَّه، وهذه هي التي من أجلها أَرْسَل اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- الرسلَ: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (٢٥)} [الأنبياء: ٢٥].
إنَّها السعادة، إنه الفوز والظفر بخَيْري الدنيا والآخرة، أن تَلْقى اللَّه تعالى وأنت على عقيدة صحيحة، أعظم شيءٍ في هذه الحياة أن نصلح عقائدنا، وأن تكون عقيدتُنَا على منهج كتاب اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-، وعلى سُنَّة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، يقول اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[غافر: ٦٥].
ولمَّا جَاءَ رجلٌ إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: قال: يا رسول اللَّه، أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فنزل قول اللَّه تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (١٨٦)} [البقرة: ١٢٦]، فاللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يغضب إنْ تركتَ سؤاله، أما الإنسان فإنه يملُّ منك، واللَّه تعالى يقول: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ