للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعندما نقطع هذه التلبية نستبدلها بذكر اللَّه أيضًا؛ حيث نقول عند رمي كل جمرة: "اللَّه أكبر" (١). . . وهكذا نستمر في طاعة اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فعلًا وقولًا وعملًا.

فعلينا أن نأخذ الدروس العظيمة من هذا، وأن نكرر هذا الذكر؛ فربما تكون فرصة العمر؛ فلا يدري أحدنا هل يعيش إلى قابل أو لا؟ وقد قال اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان: ٣٤]. فالحياة والموت بيد اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.

وقد قال اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أيضًا: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران: ١٨٥].

كل واحد منا سيموت مهما طال أجله، ومهما امتدت به هذا الحياة فإنه حتمًا سيموت؛ لكن أحسننا: "من طال عمره، وحسن عمله"؛ كما قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الحديث (٢)، وإنما الأعمال بالخواتيم (٣)؛ فلتكن أعمالنا دائمًا طيبة، وفي طاعة اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- حتى نختم بذلك أعمالنا؛ لأنه قد تهاجمنا المنية (٤).

وما أجمل أن يكون الإنسان في هذا الحج فهو به في طاعة اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-؛ لأن الحج جهاد.

ودليل ذلك: ما جاء في الحديث أن أم المؤمنين عائشة -رضي اللَّه عنها- لما


(١) أخرجه مسلم (٢٩٢٢)، من حديث جابر -رضي اللَّه عنه- في وصف حجة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفيه: "حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها، مثل حصى الخذف. . . ".
(٢) أخرجه الترمذي (٢٣٢٩) عن عبد اللَّه بن بسر: أن أعرابيًّا قال: يا رسول اللَّه من خير الناس؟ قال: "من طال عمره وحسن عمله". وقال الألباني: "إسناده صحيح" في "السلسلة الصحيحة" (١٨٣٦).
(٣) أخرجه البخاري (٦٤٩٣) عن سهل بن سعد الساعدي، وفيه: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن العبد ليعمل فيما يرى الناس عمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار، ويعمل فيما يرى الناس عمل أهل النار وهو من أهل الجنة، وإنما الأعمال بخواتيمها".
(٤) المنية وهي: الموت. انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر"، لابن الأثير (٤/ ٣٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>