للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَألت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: هل على النساء من جهاد؟ قال: "جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة" (١).

فالحج جهاد؛ فأنت تجاهد نفسك وتلزمها هذه الطاعة، لا لأجل أحد من الخلق؛ وإنما استجابة لدعوة اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.

فقد أمرنا بذكره في قوله -عزَّ وجلَّ-: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} [البقرة: ١٩٨].

* قوله: (قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ} [البقرة: ١٩٨]).

بداية هذه الآية: هي كما قال اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (١٩٨) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: ١٩٨، ١٩٩].

فحن نذكر اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-؛ فقد هيأ لنا الوقوف بعرفات، وجمعنا على محبته، على هذا الصعيد الطيب، ووفقنا أيضًا بأن أتم علينا هذا الوقوف، ويسر لنا -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أن نصل إلى هذا الجمع.

* قوله: (وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ مَنْ بَاتَ بِالمُزْدَلِفَةِ لَيْلَةَ النَّحْرِ، وَجَمَعَ فِيهَا بَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ مَعَ الإِمَامِ، وَوَقَفَ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ إِلَى الإِسْفَارِ بَعْدَ الوُقُوفِ بِعَرَفَةَ: أَنَّ حَجَّهُ تَامٌّ) (٢).


(١) أخرجه ابن ماجه (٢٩٠١)، وصحح إسناده الألباني في "الإرواء" (٩٨١).
وأخرجه البخاري (٢٨٧٦) عن عائشة أم المؤمنين عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: سأله نساؤه عن الجهاد، فقال: "نِعْمَ الجهاد الحج".
(٢) يُنظر: "الاستذكار"، لابن عبد البر (١٣/ ٣٩)، قال: "قد أجمعوا على أن من وقف بالمزدلفة ليلًا، ودفع منها قبل الصبح أن حجه تام، وكذلك من بات بها ونام عن الصلاة فلم يصلها مع الإمام حتى فاتته أن حجه تام.

<<  <  ج: ص:  >  >>