للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلنحذر غضب اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، ولنقبل عليه بقلوب خاشعة، ذليلة، مستسلمة، مستكينة لقضاء اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، ولنكن كما قال اللَّه تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٢) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٤)} [الأنفال: ٢ - ٤].

فقوله تعالى: {لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} يعني: يرفعهم اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- درجات في الجنة، ويضاعف لهم الحسنات، ويكفر أيضًا عنهم ذنوبهم وسيئاتهم.

وقوله تعالى: {وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} يعني: في هذه الدنيا، وسعادة ونجاة في الآخرة.

فلنحرص كل الحرص ألا نضيع أوقاتنا فيما يغضب اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وكثير منا قد لاح الشيب بعارضيه! فينبغي أن نخشى اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، فقد مدح اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- من يخشاه بقوله: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ} [الأحزاب: ٣٩].

وقال -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- في حق عباده المؤمنين أيضًا: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (١٧٣) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ} [آل عمران: ١٧٣، ١٧٤].

* قوله: (وَذَلِكَ أَنَّ المُسْلِمِينَ اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- "وَقَفَ بِالمَشْعَرِ الحَرَامِ (وَهِيَ المُزْدَلِفَةُ) بَعْدَمَا صَلَّى الفَجْرَ، ثُمَّ دَفَعَ مِنْهَا قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ إِلَى مِنًى (١)، وَأَنَّهُ فِي هَذَا اليَوْمِ (وَهُوَ يَوْمُ النَّحْرِ) رَمَى


(١) يُنظر: "الاستذكار"، لابن عبد البر (١٣/ ٥٧)، قال: "وأجمع العلماء على أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وقف بالمشعر الحرام بعدما صلى الفجر، ثم دفع قبل طلوع الشمس".

<<  <  ج: ص:  >  >>